الاستطلاعات والتحقيقات

الأحد - 13 مايو 2018 - الساعة 06:40 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص


استطلاع / ناصر بن ناصر المخزم

منطقة الممدارة، إحدى المناطق التابعة لمديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، وهي كغيرها من مناطق واحياء المديرية التي تفتقد للكثير من الخدمات وتعاني الكثير من المشاكل، وابرز تلك المشاكل التي تعاني منها الممدارة طفح مياه الصرف الصحي وتكدس القمامات.
فمياه الصرف الصحي صارت تحاصر عددا كبيرا من شوارع ومنازل المنطقة، وباتت تشكل خطرا كبيرا يهدد صحة وحياة المواطنين بانتقال الاوبئة والامراض، ما ينذر بكارثة بيئية قد لا تحمد عقباها، في ظل صمت مطبق من السلطة المحلية.
وتعيش مدينة الممدارة وضعا مأساويا حقيقيا بسبب طفح المجاري التي تفيض احيانا لتصل الى داخل بيوت المواطنين وتعيق حركة السير بالشوارع، ناهيك عن تلك الروائح التي تسبب الاختناق لمن يعاني أمراضا صدرية.
يضاف الى ذلك ما تشكوه المدينة من انتشار القمامات وتكدسها في شوارع وازقة المدينة وبين منازل المواطنين لعدة اسابيع دون أن يعرف المواطنون ما هو سبب غياب عمال النظافة والبلدية عن أداء واجبهم.
وأبدى كثير من المواطنين بالممدارة تخوفهم من الأمراض التي تنتقل عبر الحشرات التي تتجمع على أكوام القمامة والمجاري مثل البعوض والتي تقوم بنقل أمراض الملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك وغيرها من الامراض الخطيرة, الأمر الذي سبب حالة من الذعر والخوف الشديدين لدى المواطنين.
وانتشرت المجاري على طول الخط العام وسط الممدارة وفي شارع السوق وشارع الفرزة وفي جولة المشروع وصولا الى داخل الاحياء السكنية وفي الازقة، في ظل عدم أي تحرك يذكر من قبل الجهات المختصة والإدارات المحلية في المديرية لشفط مياه تلك المجاري وإيجاد الحلول المناسبة لحل معضلة طفحها المستمر.
وناشد الاهالي في مدينة الممدارة السلطات المحلية والمنظمات المختصة أداء واجبها والعمل على انهاء هذه المشكلة وعودة الحياة الى وضعها الطبيعي.
صحيفة (المرصد) زارت مدينة الممدارة والتقت عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة جراء طفح مياه الصرف الصحي الى الشوارع والاحياء السكنية وامام منازلهم، وطالبوا بالتحرك الفوري والجاد للسلطة المحلية ومعالجة وانهاء هذه المشكلة التي باتت تهدد حياتهم وحياة اطفالهم واسرهم.

مواطنون يشكون
محمد عبدالله العاقل، من ساكني حي بيوت الجيش، قال: ان مشكلة المجاري باتت تهدد حياة المواطنين وان الغرق في مستنقع المجاري بات حتميا اذا لم تتدخل السلطة المحلية والاجهزة المختصة وتعمل على انتشال المواطن وحل هذه المشكلة.
واضاف العاقل: مياه المجاري وصلت الى داخل بيوتنا، والروائح المنبعثة منها أصابتنا بالأمراض، فنحن نستنشق تلك الروائح بشكل يومي، لقد سئمنا من هذا الوضع المقرف ومن طفح المجاري في المنازل وفي الشوارع، والذي تسبب بعرقلة الحركة وتشويه المنظر وازكام الانوف.
واشار العاقل الى ان عمال البلدية والمختصين في الصرف الصحي نزلوا لمعاينة المشكلة، وقالوا ان هناك انسدادات في الانابيب ما تسبب بطفح المجاري، لكنهم لم يعملوا على اصلاحها.
وناشد العاقل عبر صحيفة (المرصد) مدير عام مديرية الشيخ عثمان بالنزول الى المدينة والنظر بعين الاعتبار إلى هذه المشكلة وحلها وعدم السكوت عنها وسرعة التحرك وإيجاد الحلول التي تنهي المعاناة وعدم الانتظار حتى يموت الناس من الأمراض.
صلاح المسودي، مالك باص اجرة وساكن في شارع الفرزة، قال ان مشكلة طفح المجاري قطعت الخط العام في المدينة وباتت تعيق حركة سير السيارات والمواطنين، بالإضافة الى ان المجاري وصلت الى سوق الخضار والسمك وعلى طول الشارع الرئيسي وصولا الى نهاية الحي، وانها باتت مشكلة حقيقية يجب على المسؤولين حلها.
واضاف المسودي ان السلطة المحلية في المدينة لم تعمل على حل هذه المشكلة حلا نهائيا، مبينا انها كانت تعمل فقط على شفط المجاري بعد طفحها في الشوارع.
واوضح المسودي ان تراكم القمامة في الاحياء وبين المنازل مشكلة اخرى تعاني منها الممدارة، وان عمال البلدية لم يقوموا بالعمل المطلوب منهم في انتشال القمامة من الشوارع والاحياء.
واشار الى ان اهمال الجهات المختصة في جانب رفع القمامات وطفح المجاري في شوارع المدينة أحدث كارثة وسبب حالات مرضية عدة نقلت الى المستشفيات.
وناشد المسودي الجهات المختصة النظر الى شوارع المدينة وكيف يعاني الناس من أمراض سببتها المجاري والقمامات التي في الشوارع.
سالم العولقي، بائع سمك في سوق الممدارة، قال: ان وضع  الصرف الصحي في مدينة الممدارة مزر جدا ولا يطاق، فإلى متى تظل شوارعنا ومنازلنا محاصرة بمياه المجاري ولا نرى تحركا للسلطة المحلية.. لا نستطيع التحرك في الشارع ولا في السوق بسبب هذه المجاري.
اعمالنا في السوق اصبحت شبه مستحيلة، ومردودنا اصبح ضعيفا جدا بسبب ان المجاري وصلت الى السوق فاصبح المواطن يتسوق في اماكن اخرى بالشيخ عثمان، وذلك اثر على اعمالنا ومصادر عيشنا بشكل كبير.
وناشد العولقي عبر صحيفة (المرصد) السلطة المحلية التحرك الفوري لحل هذه المشكلة، خصوصا وان شهر رمضان الكريم اصبح على الابواب.

طرق بديلة.. حفر البيارات
قال حسن المحثوثي، احد ساكني المدينة، ان مشكلة طفح المجاري في المدينة وتمادي الجهات المختصة في عدم حلها دفع كثيرا من المواطنين الى حفر البيارات والاستغناء عن المجاري.
واضاف المحثوثي ان اغلب المواطنين استعانوا بهذه الطريقة نتيجة فيضان مياه المجاري بشكل كبير ووصولها الى داخل المنازل.
وناشد المحثوثي السلطة المحلية بالمحافظة التدخل وانقاذ حياة الاف المواطنين في مدينة الممدارة من الموت بسبب انتشار الاوبئة والامراض.

انسداد الأنابيب والربط العشوائي
صالح قاسم، من ابناء المنطقة، قال: ان المجاري في الممدارة طفحت وبشكل كبير خلال الاشهر الاربعة الاخيرة نتيجة انسداد الانابيب والربط العشوائي من قبل بعض المواطنين وغياب وتقاعس الجهات المختصة، كل ذلك ادى الى تفاقم المشكلة وطفح المجاري بشكل كبير.
وأضاف قاسم ان الممدارة اصبحت مستنقعا كبيرا، وهو ما اضر المواطن، وناشد مدير مديرية الشيخ عثمان التحرك الفوري لإنقاذ المواطن وحل هذه المشكلة.

غياب التوعية
عبدالله محمد لزرق، إعلامي وناشط مجتمعي، قال: ان مشكلة النظافة ليست مقتصرة على منطقة معينة ولكنها مشكلة مجتمعية يعاني منها المحافظة والبلاد ككل، والسبب يعود الى قلة الوعي وغياب الارشادات.
واضاف: مشكلة تراكم القمامة او طفح المجاري هي من اكثر المشاكل التي تعاني منها مدينة الممدارة ومحافظة عدن بشكل عام وتعود اسبابها الى التصرفات اللا مسئولة كرمي المخلفات الصلبة في المجاري وتكديس القمامة بعيدا عن اماكنها المخصصة لها والبناء العشوائي فوق انابيب الصرف الصحي.
وطالب لزرق أئمة المساجد والمعلمين والاساتذة والنشطاء والمثقفين بنشر التوعية في المجتمع عن كيفية الحفاظ على النظافة، وعلى الحكومة والسلطة المحلية ان تقوم بإصلاح شبكة الصرف الصحي والانابيب المتهالكة، وايضا عمل لوحات ارشادية في الشوارع حتى تساعد على وضع المخلفات في الاماكن المخصصة لها.