حوارات

الأحد - 06 مايو 2018 - الساعة 06:50 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد(خاص)



في أول حديث لها بعد خروجها من برنامج المسابقات الغنائية «ذا فويس»، تقول الفنانة اليمنية سهى المصري إن النظرة المجتمعية القاصرة للفتاة في اليمن حرمتها الكثير من حقوقها وحالت دون نجاحها في كثير من المجالات.
سهى المصري ترد على منتقديها وتبعث برسائل للمعجبين بها. التفاصيل في نص الحوار:
- كيف وصلت إلى «ذا فويس»؟
أولاً أشكركم كثيراً على إتاحة هذه الفرصة. وفي الحقيقة الأسرة كانت مترددة، من مبدأ أنها كانت تفضل لي مواصلة مشواري الأكاديمي، ولكن الوالد رحمه الله، كان له إسهاماته في مسرح الطفل في عدن، من خلال مسرحية «أحلام» التي عرضت في عام 1994م، وهو كان يحمل أفكاراً إيجابية نحو الفن، وكان مؤمناً بأن صوتي ليس هيناً، ولكن يبدو أنه كان مركّزاً عل سلبيات الوسط الفني، ولذلك خبرة الوالد انتقلت اليّ من خلال ما شاهدته في مشواره الفني المتواضع في عمله المسرحي، ومن خلال التحدث معه كإبنة، ومحاورته كصديق كلما كبرت في العمر، وتمكنت أن أقنعه بحقي في مجال الفن، ووصل إلى مرحلة الثقة بأنني سأكمل مشوار حياتي وأستمر بشكل صحيح في الوسط الفني. وأسرتي كانت متابعة لي في «ذا فويس» الموسم الرابع ومتفاعلة جداً، وأحببت تفاعلهم وكانوا في مقدمة الداعمين لي إلى جانب الجمهور.
نظرة قاصرة
- ما هي الصعوبات التي واجهتك منذ بداياتك الفنية حتى وصولك إلى «ذا فويس»؟
النظرة المجتمعية القاصرة للفتاة في اليمن حرمتها الكثير من حقوقها وأضاعت فرص نجاح لها ليس في المجال الفني فقط بل في كل المجالات، وأيضاً العامل المادي واللوجيستي، حيث أن اليمن تعتبر من أكثر الدول التي لا تمتلك أدوات الإنتاج الفني، وبالتالي كانت خطواتي غير مرتبة، وخطواتي قاصرة نحو نفسي وموهبتي، ولذلك لم يكن عندي ترتيب في أفكاري وما الذي أريده، وبالتالي لم يكن عندي خطة واضحة حول ما الذي يتوجّب فعله تجاه موهبتي أو تجاه صوتي.
فالبدايات هذه كانت صعبة من ناحيتين، من ناحية أنني لم أحسمها مع نفسي لأني كنت أمضي أكثر في المشوار الأكاديمي، وفي الوظيفة فيما بعد، ومن ناحية أخرى المجتمع الذي حولك لا يحمّسك لتتحمس لنفسك وموهبتك، بالإضافة إلى أن الموسسات المعنية برعاية الفن والمواهب في اليمن لا تلتفت إلى المواهب ولا تنظر إليها كثروة وطنية، والواجب عليها تجاه أي واحد صاحب موهبة أن تتبناه وترعاه، وهذا طبعاً غير موجود حتى الساعة في اليمن، وهناك أيضاً نظرة المجتمع للفنان جعلت حتى الرجال الذين لديهم أصوات جميلة لا يخطون خطوات جادة تجنباً للصدام مع المجتمع.
ولذلك، فإن وصولي إلى «ذا فويس» لم يكن سوى ثمرة لإصراري، ومع ذلك تستطيع تقول إن كل الصعوبات التي يواجهها الإنسان في حياته هي التي تصقل شخصيته وموهبته، وتزيد صلابته أكثر ليقاوم مصاعب الحياة، وهذه النتيجة كانت طبيعية لدي، مما جعلني أثق بموهبتي وصوتي لأمضي في شق طريقي في المجال الفني مهما كانت التحديات.
تحدي إضافي
- مَن أكبر مشجع لسهى كفنانة؟
سؤالك هذا صعب جداً، كل يوم أتفاجأ بأن الزيارات لصفحتي تزيد، وأتفاجأ بمن يبحث عن صفحتي الصحيحة وحساباتي الصحيحة، وأرقامي الصحيحة، ويزيد عدد المعجبين بصفحتي كل يوم، وأتفاجأ كم كنت مؤثرة في هؤلاء الناس، إلى درجة أنه بمجرد إضافتهم في أحد حساباتي «فيس بوك» أو «تويتر» أو «إنستجرام» أو «واتس اب» يمتنون لي كثيراً، فالأمر أصبح كبيراً لدي ويضاف التحدي لي ويراكم المهمة المطلوب مني القيام بها لأحقق نجاحاً يفخر به أبناء بلدي.
ضرب عدة عصافير بحجر
- انطلقت في برنامج «ذا فويس» بأغنية للفنانة أحلام، وأثرت دهشتنا كمشاهدين وجمهور كما أبهرتِ اللجنة بأدائك لها، هل كان الإختيار هو لجذب إنتباه أحلام؟
دعني أقول إنني كنت أركّز على اختيار أغنية تجعلني أحرز اللفة الرباعية للجنة التحكيم، وبما أن تجارب أحلام في برنامج «عرب أيدل» مع المتسابقين والمتقدمين معروفة لدي، فقد حاولت أن أستفيد من هذه التجارب. أما بالنسبة لعاصي وحماقي وإليسا، فكان في أكثر من باب أو لون واحد ممكن أن أختاره حتى ألفت انتباههم، لكن الفنانة أحلام كانت مركزة على اللون الخليجي، وهذا الذي جعلني أركز على أن أختار هذه الأغنية الخليجية، ولكن الموال اليمني كان يجب عليّ أن أضعه في المقدمة ليكون نقطة إنطلاق لي في برنامج جماهيري، وهذا المزيج تشكل صدفة. وأنا أول مرة سمعت موال الأغنية «يا ليل يا جامع» سمعتها بصوت الفنان محمد عبده، وكنت أبحث له عن أغاني مثل «مجموعة إنسان» و«كلما نسنس»، وعندما اخترت أغنية «يا ليل يا جامع» اكتشفت غناءها أيضًا من قبل الفنانة أحلام، فرأيت أن أضرب عدة عصافير بحجر.
جمع أكثر من مقام
- ماهي الأغنية التي وجدت نفسك أكثر قدرة على إجادة تأديتها؟
الأغنية التي تجمع أكثر من مقام والتي تنقلاتها تحتاج إلى إحساس وتنوع في طبقات الصوت، هذه الأغاني التي أحبها وأحب أن أؤديها.
مازلت في البداية
- ماذا لديك مستقبلاً في مجال الغناء؟
لدي طموح ورؤية ممتدة إلى الأمام ومتّسعة، وما تم تقديمه في «ذا فويس» قليل جداً، وأنا مازلت في البداية وفي أول المشوار.
معوقات كثيرة
- كيف تنظرين إلى الفن في اليمن؟
الفن في اليمن يعاني من معوقات كثيرة، وكما أسلفت النظرة المجتمعية لاتزال قاصرة، والدعم من الجهات المعنية غائب، والوضع الذي يمر به البلد إنعكس سلباً على الفن ومعيشة الناس وترتيب أولوياتها.
بلورة خطط ومشروع
- ماذا بعد «ذا فويس»؟
مثّل لي برنامج ذا فويس تجربة مميزة ومحطة هامة في حياتي، وأنا أتحدث ولم تمض سوى أيام لخروجي من البرنامج، لذا أنا بصدد بلورة خططي ومشروعي.
حقوقنا مهضومة
- ما هي رسالتك لجمهورك ولأبناء شعبك في اليمن؟
رسالتي لليمن رسالة فخر واعتزاز ومحبة، وأقول لأبناء شعبي إن لنا حقوقاً مهضومة ولابد من نيلها، بجهودنا نحن في المقام الأول، وبالتغيير الذي يبدأ فينا، وأمنيتي أن يأخذ اليمن مكانته وحقه.
- رسالة أخيرة
أشكر كل من وقف بجانبي، وأخص كل اليمنيين الذين آمنوا بصوتي وصوتوا لي، والذين آمنوا بصوتي ولم يتمكنوا من التصويت لي بسبب ظروف الحرب.