تحليلات سياسية

السبت - 05 مايو 2018 - الساعة 04:42 م بتوقيت اليمن ،،،

(المرصد) وكالات:

في 6 فبراير 2018 قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، إن لدى بلاده تكنولوجيا صاروخية لا تمتلكها أمريكا ولا روسيا، متحدثا عن صواريخ أسرع من الصوت بعدة مرات وعن قدرات تتعلق بضرب أهداف بحرية متحركة.
سلامي، الذي كان يتحدث في ملتقى خاص بذكرى الثورة الإيرانية قال إن ما وصفها بـ"طرق العدو العسكرية" قد وصلت جميعها إلى طريق مسدود مضيفا: "إيران حاليا متفوقة في اختيار الأساليب العسكرية في التغلب على مصالح العدو الحيوية".
وتابع الضابط الإيراني بالقول: "اليوم نستطيع إطلاق صاروخ يستهدف القطع المتحركة بدقة تامة، بصاروخ باليستي وليس بصاروخ كروز، وبسرعة تعادل ثماني مرات سرعة الصوت، هذا في الوقت الذي كانت فيه جميع أبواب العلم والتقنية مغلقة أمام إيران.. هذه التقنية لا توجد في أميركا أو روسيا، وفقط موجودة في إيران".
ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن سلامي قوله إن بلاده "لن تواجه حربا عسكرية" وأن أي حرب من هذا النوع ستكون نتيجتها انتصار إيران مضيفا: "نحن نسمع صوت العدو خلف أجهزة اللاسلكي ونعرف ما يقول".
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا" نقلت من جانبها عن سلامي قوله إن لدى إيران أيضا صواريخ بالستية "قادرة على خرق الأرض بقوة تفوق سرعة الصوت 8 أضعاف". بينما ذكرت وكالة "مهر" شبه الرسمية قوله في الخطاب نفسه أن الأمريكيين "استخدموا جميع الوسائل" لمواجهة الثورة في إيران التي قال إن "الله جعل من هذه المواجهة سببا في اكتمال ونضج الثورة الإسلامية كما ان في فجر الاسلام تمكنت طائفة معدودة من الحاق الهزيمة بالأغلبية السائدة" وفق تعبيره.
وتأتي تصريحات الحرس الثوري الايراني تأكيدا لما قاله وزراء الخارجية العرب عن تهديد ايران للأمن القومي العربي عبر صواريخها التي يصل مداها الى كل المدن الكبرى العربية بما فيها العاصمة عدن.
ففي نهاية 2017م دان وزراء الخارجية العرب بشدة إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع، من الأراضي اليمنية، على مدينة الرياض واعتبروا ذلك عدواناً صارخاً ضد السعودية وتهديداً للأمن القومي العربي.
وشدد مجلس الجامعة في جلسة غير عادية، على أن صواريخ إيران باتت تهدد عواصم عربية، كما جاء في المؤتمر الصحافي في اختتام المؤتمر الطارئ لاجتماع وزراء الخارجية العرب. وأكد الوزراء حق المملكة العربية السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
وعقد مجلس جامعة الدول العربية الجلسة في مقر الجامعة في القاهرة بناء على طلب السعودية للبحث في الانتهاكات الإيرانية الصارخة ضد السعودية ودول عربية. وتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام الجلسة الافتتاحية، وقال إن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإيراني السافر، ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمن وسلامة شعبها.
وقدم الوفد السعودي سجلاً بانتهاكات وتدخلات إيران ضد المملكة، التي وصلت إلى إطلاق 80 صاروخاً تحمل الهوية الإيرانية «عبر عميلها الحوثي في اليمن» تعرضت لها مختلف مدن المملكة. وأكد الجبير أن السكوت عن الاعتداءات الغاشمة لإيران عبر عملائها في المنطقة لن يجعل أي عاصمة عربية في أمان من هذه الصواريخ الباليستية.

آخر إنتاجات إيران التي تهدد المدن العربية
في فبراير 2018م كشفت إيران النقاب عن صاروخ باليستي جديد قادر على حمل رؤوس نووية، وسط تصاعد المطالب الأميركية والأوروبية وضغوط المجتمع الدولي حول ضرورة إعادة النظر بالاتفاق النووي بحيث يؤدي إلى وقف برنامج طهران الباليستي الذي ترى فيه الدول الغربية انتهاكاً للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن.
وقام الحرس الثوري باستعراض صاروخين باليستيين بعيدي المدى من طراز "قدر F" يصل مداهما إلى 2000 كلم، وذلك خلال احتفالات الذكرى 39 لانتصار الثورة، في شوارع العاصمة طهران، الأحد.
وقال مسؤولون إيرانيون وقادة بالحرس الثوري إن عرض الصواريخ جاء رداً على المطالب الأميركية والأوروبية وتحدياً للقرارات الأممية.
كما أفادت وكالات إيرانية بعرض صاروخ "فجر - 5" متوسط المدى، حيث رأى خبراء أن هذه الاستعراضات تأتي في سياق محاولة النظام تعزيز نفوذه الإقليمي وكذلك إظهار القبضة الحديدية بوجه الفئات المستاءة في الداخل والتي تواصل الجهود لإطلاق موجة ثانية من الاحتجاجات الشعبية.
وذكرت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري أن صاروخ "قدر F" استعرض عند تقاطع طرق "آزادي" و"شمران" وهو بطول 15.86 متر والوزن المسلح له 17460 كغم، بينما يزن رأسه الحربي 650 كغم.
ويعمل هذا الصاروخ الباليستي، وهو من نوع "أرض - أرض"، بالوقود السائل وقطره 125 سنتيمتراً، وينفصل مرة واحدة مع إمكانية فصل الرأس الحربي.
كذلك ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية أن القادة العسكريين الإيرانيين تباهوا بالصاروخ الباليستي الذي يمكن إطلاقه من منصات متحركة أو من داخل مواقع مختلفة وهو قادر على التهرب من الرادار.
وبينما يواصل المواطنون الإيرانيون الاحتجاجات على الاقتصاد والغلاء وأوضاع البلاد المتردية، يواصل النظام الحاكم إنفاق مليارات الدولارات التي حصل عليها كجزء من الاتفاق النووي على التسلح وخاصة الصواريخ الباليستية التي تخضع لحظر أممي بموجب قرارات مجلس الأمن.
وتشير التقديرات إلى أن النظام الإيراني أنفق ما لا يقل عن 16 مليار دولار في السنوات الأخيرة على عملياته العسكرية الخارجية لا سيما في سوريا، فضلاً عن بلدان أخرى، وذلك بحسب تقرير لموقع "واشنطن فري بيكون" الذي أكد أن الصاروخ الجديد "قدر F" قادر على استخدام أسلحة نووية وهو مشابه للتكنولوجيا الصاروخية لكوريا الشمالية.
من جهته، قال الخبير الإيراني لدى مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن، بهنام بن طالبلو، إن " الثورة الإيرانية بعد 39 عاماً، لم تقدم إنجازاً يذكر خلال العقود الماضية سوى تنمية القدرات العسكرية بهدف مواصلة تصدير الثورة"، مشيراً إلى أن "الجمهورية الإسلامية طورت بشكل كبير ترسانة الصواريخ في البلاد من خلال الإنتاج والمشتريات".
بدورهم، أعلن القادة العسكريون الإيرانيون خلال احتفالات ذكرى الثورة عن استعراض صاروخ "فجر -5" الذي زودت به إيران جماعات موالية لها، كحركة حماس وميليشيات حزب الله، والذي يصل مداه إلى 75 كلم.
ولفت بن طالبلو إلى أن عرض صواريخ قدر وفجر تظهر نية إيران على مواصلة تطوير الأسلحة التي تستخدمها لأغراض الردع والإكراه".
من جانبه، رأى موقع "واشنطن فري بيكون" أن استعراض الصواريخ الجديدة ستساهم في تعزيز جهود الكونغرس للحد من برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وبحسب الموقع، يساهم نظام كوريا الشمالية بتطوير قسم كبير من صواريخ إيران الباليستية حيث لا يزال لديه اتفاق لتقاسم التكنولوجيا مع طهران، بينما تقول إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن أي جهد لإصلاح الاتفاق النووي مع إيران يجب أن يركز على تقويض وصول النظام إلى تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

الاستراتيجية العربية: ضرب الظالمين بالظالمين
وفي معادلة القوة الاقليمية كانت هناك استراتيجية عربية يقودها الامير محمد بن سلمان تعتمد على "ضرب الظالمين بالظالمين" عبر تأليب امريكا على ايران وبالتالي قيام امريكا بحث اسرائيل على ضرب ايران وهو ما يجري ترتيبه وتأتي مؤشرات لذلك ابرزها اعلان ترامب عن توجهه للانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران ثم كشف اسرائيل لبرنامج نووي ايراني سري تمهيدا لضربة عسكرية عليه.
ففي الاسبوع الحالي كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما وصفه بـ"ملفات سرية نووية" تثبت أن إيران كانت تسعى سرا لإنتاج أسلحة نووية.
وقال نتنياهو إن "آلاف الصفحات من المواد التي حصلت عليها إسرائيل توضح أن إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
واتهم نتنياهو إيران بأنها كانت تطبق برنامجا للتسلح النووي حتى 2003، وكان يطلق عليه سرا اسم "مشروع عماد". ويقول نتنياهو إن إيران استمرت في برنامجها للتسلح النووي حتى بعد إغلاق "مشروع عماد".
وردت ايران على المزاعم الاسرائيلية على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال في تغريدة إن الأدلة "إعادة صياغة لمزاعم قديمة" تعاملت معها بالفعل وكالة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة.
واتهم ظريف نتنياهو بالقيام بخدعة "طفولية" للتأثير على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن البقاء في الاتفاق النووي الإيراني.
وكانت الولايات المتحدة وخمس قوى دولية قد وقعت اتفاقا مع إيران عام 2015 للحد من برنامج إيران النووي.
وقال ترامب، الذي يهدد منذ أمد طويل بإلغاء الاتفاق الذي أُبرم بينما كان باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، إنه شاهد جزءا من الشرح الذي قدمه نتنياهو، وقال إن الموقف "غير مقبول" وقال ترامب إنه سيتخذ قراره إزاء بقاء بلاده في الاتفاق النووي الإيراني بحلول 12 مايو/أيار القادم.
وقال نتنياهو إنه تحدث إلى زعماء فرنسا وألمانيا بشأن المعلومات الاستخباراتية الاسرائيلية وإنه يزمع إرسال ممثلين إلى البلدين للنقاش.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن بلاده ستجري تحليلا تفصيليا للمعلومات الاستخباراتية الاسرائيلية.
وقال جون هيوز، وهو نائب مدير سابق للعقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية كان قد شارك في وضع الاتفاق النووي الإيراني، إنه لم ير شيئا في الأوراق التي كشفت عنها إسرائيل يؤدي إلى تغيير الاتفاق.
وقال هيوز "أعتقد، بصراحة، أنه تصريح سياسي يهدف إلى التأثير على قرار الرئيس ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق. أعتقد أنها كلها مواد معاد تدويرها".

ما هي "الأدلة" التي كشف عنها نتنياهو؟
وقدم نتنياهو، متحدثا باللغة الانجليزية، من مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب، ما قال إنه "نسخ طبق الأصل" من وثائق حصلت عليها المخابرات الاسرائيلية من مخزن سري في طهران.
وقال نتنياهو إنه 55 ألف صفحة من الأدلة و55 الف ملف على 183 اسطوانة تتعلق بمشروع عماد.
وقال نتنياهو إن المشروع يهدف لإنتاج خمسة رؤوس نووية، تبلغ قوة كل منها 10 كيلو طن من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
وقال نتنياهو "تثبت هذه الملفات أن إيران كانت تكذب عندما قالت إنها لم يكن لديها قط برنامج نووي".
وقال نتنياهو إن بلاده قدمت نسخة من المسجلات إلى الولايات المتحدة، وإنها ستقدم نسخة ايضا لوكالة الطاقة الذرية.
وكان نتنياهو قال الإثنين إن وجود الملفات المزعومة يثبت أن إيران "كانت تخزن مواد برنامج عماد سرا لاستخدامها في الوقت الذي تختاره لتطوير سلاح نووي".

ما هي كيفية عمل الاتفاق النووي الإيراني؟
وأدى الاتفاق الذي وقع بين إيران والقوى الكبرى إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي شلت الاقتصاد الإيراني في مقابل الحد من برنامج إيران النووي. وكانت هناك مخاوف من أن تستخدم إيران برنامجها النووي لإنتاج أسلحة نووية.
ووفقا للاتفاق، فإنه يتوجب على إيران الالتزام بخفض عدد اجهزة الطرد المركزي، التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم.
ووفقا للاتفاق أيضا، يتعين على إيران أيضا خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب بصورة كبيرة، وألا تخصب ما تبقى لديها من يورانيوم ما يكفي لإنتاج أسلحة نووية.
وتم خفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز وفوردو النوويتين الإيرانيتين بصورة كبيرة بعيد التوقيع على الاتفاق، كما تم شحن آلاف الأطنان من اليورانيوم المنخفض إلى التخصيب إلى روسيا.

ما مدى خطورة العداوة بين إسرائيل وإيران؟
وازداد التوتر بين الدولتين، اللتين تتناصبان العداء منذ أمد طويل، بصورة منتظمة منذ أن زادت إيران من وجودها العسكري في سوريا، دولة الجوار الإسرائيلي.
ووجه الاتهام أيضا لإيران بتزويد ميليشيات حزب الله بالسلاح. وتتهم إسرائيل إيران أيضا بتهريب اسلحة للمقاومة الفلسطينية.
وتعهد نتنياهو منذ أمد طويل بوقف إيران عن تعزيز وجودها العسكري في سوريا.
ومساء الأحد أدت مجموعة من الغارات الجوية التي لم يعلن طرف من الأطراف المسؤولية عنها إلى مقتل عدد من الإيرانيين.