الاستطلاعات والتحقيقات

السبت - 21 أبريل 2018 - الساعة 04:30 م بتوقيت اليمن ،،،

تقرير / صبري هاشم:

كشفت مصادر عسكرية يمنية عن أن قوى يمنية بعضها على ارتباط بالحكومة الشرعية تحاول استغلال عناصر مفترضة من القاعدة ضد خصوم الحكومة السياسية في عدن، الأمر الذي يقول مسؤولون أمنيون إن مسؤولين حكوميين يمنيين في (الخارج) هددوا بإغراق عدن في الفوضى، في حال لم تحقق لهم مطالبهم، دون ان يفصح عن ماهية تلك المطالب.

وتعيد هذه التهديدات إلى الاذهان الاستغلال السياسي للتنظيم المتطرفة ضد الخصوم السياسيين لنظام صنعاء، إلى الاحداث التي اعقبت الوحدة اليمنية وسبقت الحرب التي شنها النظام على الجنوب في منتصف تسعينات القرن الماضي. والقاعدة والإخوان في اليمن، وجهان لعملة واحدة، الاثنان صنعهما نظام صنعاء، في اعقاب توقيعها اتفاقية الوحدة مع جيرانه في اليمن الجنوبية، مطلع تسعينات القرن الماضي، وكان الحاضن السياسي تنظيم الإخوان الذي تقول العديد من المصادر انه اشرف على تجنيد مجاهدين وارسالهم الى افغانستان.

واعترف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ان تأسيسه لحزب الإصلاح الإخواني جاء لضرب الحزب الاشتراكي الجنوبي، بدعوى ان عناصره هم شيوعيون.

وأوكل نظام صالح مهمة قيادة الإصلاح الاسلامي الى الصف الأول من ضباط المخابرات، قبل ان يدمج في الحزب والجيش العناصر الجهادية العائدة من افغانستان بزعامة عبدالمجيد الزنداني.

من هو رئيس الإصلاح اليمني؟
يرأس حزب الإصلاح اليمني محمد اليدومي أحد ابرز رجال صالح في جهاز المخابرات ويحمل رتبة عقيد في جهاز الأمن السياسي. عقب حرب 1994، سلم صالح قيادة الإصلاح الى رجله القوي محمد اليدومي، بعد ان نجح في مهمته التي أوكلت له في صنعاء.

يقول مصدر قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني في عدن "اليدومي اوكل له صالح مهمة تصفية القيادات الاشتراكية الجنوبية، وقد تم خلال العام 1993 تصفية 150 مسؤولا جنوبيا في صنعاء وحدها".

وتابع "الاصلاح والارهاب صنيعة نظام صنعاء، ولا يزال هذا الحزب الى اليوم يخدم نظام صنعاء السابق".. لافتا الى ان ارهاب (الاصلاح)، لم يكتف بقتل المسؤولين والقيادات اليمنية الجنوبية، بل واصلت تلك الجماعة مهمة تصفية ضباط جهاز الأمن السياسي الذين ينتمون الى محافظات الجنوب".

وعلى صلة بذلك، يؤكد الكاتب اليمني علوي شملان في مقالة نشرتها وسائل إعلام يمنية "إن اليدومي أوكلت له في السبعينات مهمة تصفية وتعذيب النخب اليسارية اليمنية والقومية العربية، وكان يمارس وسائل تعذيب بشعبة ومقززة".

وكشف الكاتب ان المذابح التي نفذتها جماعات ارهابية ضد جنود الجيش في حضرموت وشبوة وأبين جاءت عقب تهديدات أطلقها اليدومي في يوليو 2014، عقب سقوط عمران بيد المتمردين الحوثيين.

الفرقة الأولى مدرع والإرهاب
دمج الجنرال علي محسن الأحمر العديد من الجهاديين العائدين من افغانستان في قوات الفرقة الأولى مدرع التي اصبحت فيما بعد الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين.

يقول جهاديون عرب أبرزهم أبو نعيم "ان الأحمر منح العناصر الجهادية رتبا عسكرية ودمجهم في الفرقة الاولى مدرع والحرس الجمهوري، واستفاد منهم في الحرب التي شنت على عدن، منتصف العام 1994.

ويقع معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع في الضاحية الشمالية لصنعاء، وفي جواره تقع جامعة الإيمان التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني.

وفقا للعديد من المصادر فان منتسبي القوات العسكرية، دائما ما يتلقون محاضرات دينية في الجامعة التي ظلت محرمة على الاعلام من دخولها او كشف ما فيها من تفاصيل سرية.

قطر والقاعدة
مصادر عسكرية يمنية كشفت تقديم قطر دعما عسكريا لعناصر من تنظيم القاعدة في بلدة أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2011، حيث خاض الجيش اليمني حينها معارك عنيفة مع الارهابيين استمرت لأسابيع قبل ان يتمكن الجيش من سحق تلك العناصر.

ولفتت المصادر الى ان قطر مولت تنظيم القاعدة، عقب تسلم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي السلطة اثر انتخابات شعبية جرت حينها. ونفذ تنظيم القاعدة سلسلة هجمات ضد الجيش اليمني والأمن، كانت ابرزها في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث قتل وجرح المئات من العسكريين في تفجيرات ارهابية استهدفتهم في معسكراتهم.

تقول مصادر في حكومة هادي لـ(اليوم الثامن) "حاولت قطر بشتى الوسائل الدفع باليمن نحو النموذج السوري الا ان الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، نجح الى حد كبير في منع ذلك، واستطاع ان يجمع اليمنيين في العام 2013، فيما عرف بمؤتمر الحوار اليمني، الأمر الذي بدد احلام القوى المعادية لاستقرار اليمن، ومنها الدوحة لتعيد بناء تحالفات سرية جديدة مع الحوثيين الموالين لإيران.

فقد اشارت الدوحة على الحلفاء (الإخوان)، البدء في مصالحة مع الحوثيين، ففي اغسطس (آب) 2014، ذهب رئيس الحزب محمد اليدومي وقيادات رفيعة إلى جبال مران في صعدة، للقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وتوقيع اتفاقية سلام، كانت كفيلة بفتح الطريق امام الحوثيين لاجتياح صنعاء واحتلالها في سبتمبر (ايلول) 2014، وحدوث الانقلاب في مطلع العام 2015، وهو الانقلاب الذي لا يزال اليمن يعاني منه الى الساعة، في حين ان قطر لا تزال تمارس دورها الانتقامي من اليمن والجيران في الخليج العربي.