الاستطلاعات والتحقيقات

الثلاثاء - 12 سبتمبر 2017 - الساعة 01:18 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))صالح ابوعوذل:

صباح السبت الـ9 من سبتمبر (أيلول) الجاري، صعدت على متن حافلة قديمة كانت تسير ببطء شديد على طول طريق ممتلئة بالحفر والمطبات ومياه الصرف الصحي، بينما كانت الشمس قد توسطت السماء.
حافلة قديمة ومتهالكة والرطوبة نالت منها كثيرا مثل ما نال العدوان الشمالي من عدن، وسائقها يسأل من يصادفه من سواقي الحافلات الأخرى.. في ديزل؟.
التفت ناحيتنا وقال "لا استطيع ايصالكم"، سوف اعود للتزود بالديزل من الشيخ عثمان".
اخبره احد الركاب بان هناك أمامنا محطة يمكنك التزود منها وليس هناك زحمة، فالديزل متوفر بكثرة.

اجاب ضاحكاً "نعم متوفر ولكن بسعر السوق السوداء".
كيف؟.. سألته.. قال "سعر دبة الديزل 20 لتر بـ4500 ريال يمني اي بزيادة 1200 عن سعرها الأصلي والمحدد من قبل شركة النفط".

لبضع دقائق انتظرنا إلى ان حان دورنا، وحين وصلنا إلى العامل على تعبئة الديزل.. سأل السائق.. بكم تريد؟
اريد.. تعبئة كاملة (فل).. وضع الأنبوب في الخزان وبدأ بالتعبئة وفجأة توقف (...).
مالك ماذا حصل؟ يسأل سائق الحافلة.
اجاب العامل "خلص الديزل، وحسابك 1700 ريال.. انصرفنا وسائق الحافلة يندب حظه.. "قد قلت لكم من أول ان ما في ديزل.. انا لله وانا اليه راجعون"..

ترجلت من الحافلة في الشارع الرئيس بخور مكسر التي بدأت خاوية على عروشها، فكل شيء مغلق .. بريد مصرف ومراكز الاتصالات والمتاجر وكأنه العيد في يومه الأول.. صحيح أنه يوم (سبت)، لكن لا يعني ذلك ان تغلق المتاجر والمصارف أبوابها.. نظرت الى ساعة الهاتف "انها الثانية عشر ونصف ظهراً".
وبينما ابحث بنظري عن المكان الذي اقصده، رن الهاتف.. من مكتب المؤسسة الحكومية والسيادية التي وجهت لي الدعوة للحضور.

من خلف سماعة الهاتف.. اين أنت الآن؟، توجه يمين وهناك باب صغير ادخل منه.. وصلت الى الباب وقابلت عسكري يرتدي بزة عسكرية بشكل أنيق..
سلمت عليه.. ليبادرني بالسؤال هل أنت صالح أبوعوذل؟.
نعم أنا هو؟ اجبته.. ثم قال لي تفضل أدخل من هنا والقاعة علي يمينك.
مؤسسة سيادية تفتح في عدن من جديد بعد ان كان مركزها الرئيس في صنعاء، أصبحت اليوم في عدن.. خبر مثل هذا مفرح بالنسبة لي؟
نعم.. نريد كل مؤسسات دولة الجنوب التي دمرها الاحتلال اليمني تعود؟ قلت ذلك لنفسي.

دخلت القاعة وفيها بضع اشخاص وبينهم فتاة جميلة تبدو في الثلاثينات من عمرها، سلمت عليهم وسألت عن احوالهم.. ثم وقفت ثوان .. ادقق في ملامحهم.. انهم شخوص لأول مرة اشوفهم..
قال أحدهم لأصحابه، بينما أنا اضع حقيبتي بجانبي .. هذا صالح أبوعوذل..
في طرف الطاولة يجلس أحدهم، يرتدي زيا تقليديا (كشيدة وشميز ومعوز)، وعلى خصر يضع مسدسا من نوع (جلوك) أسود، ومن ملامح وجه تبدو أثار النعمة بادية عليه..
سألني بتعال.. لماذا انت تهاجم الرئيس هادي؟ شوف أقول لك (الشيِبة) خط أحمر..

استويت على الكرسي وحاولت استجمع تفكيري، فربما دخلت في مكان خطأ.. لا شيء يدل على المؤسسة غير صورة للرئيس هادي معلقة في الجدار وعليها اثار (غبار)، "انا لم اهاجم الرئيس قط؟".. ابتسم ابتسامة خبيثة، ربما انه احسس أني جبان.
وقبل ان يتكلم قلت له.. لم اهاجم الرئيس قط، فكل ما أكتبه هو انتقاد لسياسة معينة، مرفوضة شعبيا، وقد ارى ان ما اكتبه يعبر عن اناس مظلومين ومطحونيين وانا وغيري الكثير نرفض هذه السياسة الانتقامية.. لكن لم اهاجم الرئيس لشخصه، بل لصمته تجاه حالة التعذيب والحصار والعقاب المفروض على عدن والجنوب.
لم يعر كلامي اي اهتمام.. أتى احدهم إلي واراني بطاقته.. انه علاقات عامة في المؤسسة.. "تعال انتظر هناك تحت الشجرة"، قلت له نعم، ربما تكون الشجرة أرحم.. قال ماذا تقول.. "لا شيء فقط قلت ان الجلوس تحت الشجرة أفضل من القاعة، فالحرارة في الداخل قاتلة"، التيار الكهربائي مقطوعا عن عدن كلها منذ الفجر.

انصرف من امامي، واختفى في البوابة الى داخل المبنى الضخم والعتيق.
بقيت تحت الشجرة، لحالي الا من غراب يصيح في الأعلى، ربما فقد حبيبته او ان صياحه اعتيادي.
قلت في نفسي.. لماذا أتيت إلى هنا؟
لحظات، حتى أتى لي شخص أخر يطلب مني الدخول والتقاط بعض الصور للاجتماع، والخروج سريعاً.
دفعني الفضول الصحفي الى الاستماع ولو لدقائق قليلة الى ما يدور في القاعة المغلقة.
كان أحدهم يتحدث بلكنة بدوية "من العار ان يحكمنا فاسد وناهب من الشمال في أرضنا بعد أنهار من الدماء الزكية، الحكومة وبذات انتم مطالبون بإنهاء هذه المشكلة، نحن من يحرس الموارد السيادية، وهذه ثروات شعب ظلم ونهبت حقوقه لأكثر من ربع قرن".

وبينما أقوم بالتصوير، طلب مني الشخص الأول مغادرة القاعة إلى الخارج، بدعوى ان الاجتماع قد ربما يكون فيه شد وجذب.. لا ادري أمر محزن، يطلب منك أحدهم الخروج من القاعة لعدم الثقة.. ربما انه خاف ان انقل ما يدور في القاعة إلى الإعلام.
في الخارج.. جلست إلى جوار فتى في الثلاثينات من عمره، يرتدي قميصا ويلف خصره بحزام، وعلى ملامحه تبدو اثار الفقر والعوز.. قلت له انت من (...) أليس كذلك..
قال نعم.
سالته "لماذا أتيتم إلى هنا؟
وحينما كان يسرد لي تفاصيل مجيئهم إلى عدن، نادى عليه احدهم "تعال (ج) يريدك.. قلت له مالك مرعوب.. قد ربما كنت مزعجا لك سوف اغادر.. قال لي "والله ما تغادر لازم نتناول الغداء انا وانت، انت صحابي من اليوم".. (ضاحكا).

كانت المرة الأولى التي اتعامل فيها بهذا الطريقة، في مرفق حكومي، فلماذا أتوا بي إلى هنا، كان من المفترض ان اعتذر لهم في البداية.. لماذا يكون قلمك مزعجاً للبعض.. انا لا اعرف أحد هنا.. اسئلة كثيرة كانت تدور في عقلي دون اجابة.
وبينما أنا افكر في اجابة واحدة على كل الاسئلة، قطعت امرأة في الخمسين من عمرها صمتي.. خذ يا أبني عصير ومي".
كانت لطيفة ورحمية جداً... أنت اتيت معهم؟.. تسألني
قلت "لا لم أت معهم.. لا اعرف احدا منهم ابداً.. وكان خطأي اني اتيت إلى هنا اليوم.

انصرفت من امامي، وفي يدها قطع من الثلج.. دون ان تنطق بكلمة واحدة.
انصرف كل الحضور من في القاعة، وحينا دخلت وجلست امام مدير (المؤسسة السيادية)، حاولت ان ابتسم له أكثر من مرة دون جدوى.
سألت أحدهم كان يجلس بجانبي.. بنوع من النفاق الذي لا يعجبني.. "مديركم انسان ملاك، وتبدو من ملامحه انه عائش في الخارج"، من وين هو؟.
اجاب انه "من أهل امارم"؛ قبيلة الرئيس هادي.
وكل الذين حوله من وين هم؟ سالته.

اجاب "من أهل امارم"، وهذا الذي يجلس على يمين المدير نائبه وهو من الضالع.. (ضالعي من اصحاب عيدروس).. يضحك.
سألته "وانت برضه مارمي"، اجاب (ضاحكا)، "نعم ومن أهل الدنبوع".. عشيرة الرئيس هادي.
كان المارمي والضالعي يضحكان ويتمتمان بكلام غير مفهوم.
اخذت حقيبتي وغادرت القاعة في هدوء إلى الخارج وفي رأسي ألف سؤال تتزاحم.. مع كل سؤال، سؤال.. هل أصبحت عنصرياً؟، ما هذا التفكير؟.. فين المشكلة؟ ان يكون المدير من اصحاب عبدربه ونائبه من اصحاب عيدروس؟ فين المشكلة؟ ما هو الجنوب كان يدار دون تمييز.. ولكن ماذا عن من صدق وجود خلافات بين هادي والزبيدي.

هناك سؤال محوري يدور في رأسي.. كان سؤالا عنصريا مناطقياً.. لماذا قبيلة (أهل عوذلة)، خارج الحسبة.. وهناك من يقول إن الرئيس هادي يمكن أهل أبين..
لكن سرعان ما أتت اجابة اعتراضية.. احمد صالح العيسي (عوذلي)، وهو يعتبر المحرك الرئيس في الشرعية وصاحب الديزل الذي سعره أصبح غاليا؟!.
ولكن من هم مع العيسي.. كما ان كل من مع العيسي ليس فيهم اي عوذلي.. وبعدين العيسي يقف مع تيار أخر بعيدا عن الجنوب وقضيته.. وليس قريبا من قبيلته التي لا يعترف بها بل يعترف بحزب سياسي 

"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ماذا هذا التفكير؟، ايوه صح.. اديب العيسي من أهل عوذلة ومناضل كبير وقيادي في الحراك الجنوبي،.. ايوه هو القائد الجنوبي الذي تفتخر به القبيلة.
وبينما انا احاول اقنع نفسي بذلك.. رن هاتفي.. اجبت نعم.. مرحبا، من معي؟
من خلف سماعة الهاتف .. انا (....) من مكيراس..!!

تفضل أمر..

"الله يخليك، اعطاني رقمك  وانا معي ابنتي مريضة في مستشفى بالمنصورة، وخلصت عليه الفلوس والحوالات مغلقة وقلت لو لك معرفة مع احد يساعدني ولو سلفة إلى بكرة واردها له..
قلت له والله ما اقول لك الا خير.. لكن با حاول..
علقته بأمل محاولتي الفاشلة.
قال "هل لك معرفة بحد من أهل العيسي شفهم يقربوا لي ويمكن يساعدوني".
قبل ان اجيبه.. ساد الصمت ثوان "قلت لك باحاول لكن ما اوعدك، بس كم محتاج؟

قال "محتاج 20 ألف ريال قيمة العلاج (حق اليوم وبكرة)، اما الأكل قد ابنتي الكبيرة مزوجة هنا وتأتي لي بالأكل من بيتها، والحمدلله ما شيء قاصر، فقط العلاج ما اريده ينقطع لأنه من خارج وليس من المستشفى الذي تعالج فيه ابنتي.
حاولت الاتصال بأحدهم.. جواله كان مغلقاً، قلت في نفسي لازم أعمل شيء لهذا الرجل الذي استعان بي.. ذهبت إليه والتقيته، رجل شاحب الوجه وعليه اثار التعب والارهاق.. من قلة النوم.

وصلت إلى عنده وكان يحكي لي عن قرابته مع أهل العيسي.. قلت له اني ليس لي اي تواصل معهم، وأغلبهم في الخارج، باستثناء أديب الذي متواجد هنا وتربطني به علاقة طيبة.. بس هاتفه مغلق على طول.
ضحك.. ثم سألني على احد اقربائي ان كنت اعرفه قلت له نعم.. هو يقرب لي، وهو بحمدالله بخير.
بعد ان ساعدته على حل مشكلة مؤقتا، غادرت من عنده، وهو يدعو لي حتى اني ظننت نفسي أسعد انسان في المنصورة كلها.

في الطريق إلى خور مكسر.. تساءلت اين هم العنصريون؟، طالما وجميع الأطراف تعمل مع بعض.. تذكر ان العيسي (أحمد) افتتح قناة ويديرها صحافيون من الضالع أبرزهم وكيل وزارة الإعلام صالح الحميدي وشقيقه الذي كان مديرا للقناة قبل ان يقدم استقالته في ظروف غامضة.
عدت وتذكرت أديب العيسي، الذي لم يمر يوما الا ويدخل إلى بيت شخص من أهل الضالع أو من اي مدينة أخرى.
تذكر مدير مكتب عيدروس الزبيدي الذي رقاه هادي من مدير مكتب محافظ إلى وكيل وزارة سيادية.

تذكرت صداقة أديب العيسي وماجد الشعيبي.. حتى أني تذكرت مرة اتصلت بماجد لكي اتمكن من التحدث إلى أديب.. كان ماجد الشعيبي (زميلي)، هو همزة الوصل للكثيرين، ممن كانوا يحتاجون إلى القيادي اديب العيسي.

زرت ذات مرة أديب العيسي في منزله، وفي غرفة الاستقبال علقت شاشة تلفزيونية كبيرة، حين استويت في المجلس، نظرت بعيني صوب شاشة التلفاز لمتابعة مباراة في الدوري الأوربي، وبينما أنا استمتع بدوران الكرة بين اقدام اللاعبين انحرف نظري قليلا عن الشاشة، انها صورة كبيرة علقت للواء عيدروس الزبيدي.
رغم الخلاف والتباين الذي بينهما، الا ان حالة من الود لا تزال باقية.. كما يبدو لي.
سألت أديب لاحقا "كيف لكم تختلفون مع بعض وتعلقون صور بعضكم في مجالسكم".
قال "الزبيدي مناضل وأخ لا احد يستطيع ان ينكر دوره الوطني، وأنا من ذهبت له إلى الضالع وأتيت به إلى عدن".

ثم اردف "كلنا نطالب باستقلال الجنوب، لكن نختلف في الطريقة".
قلت في نفسي "وهل الاختلاف في الطريقة تدفع الجميع إلى التحالف مع قوى ترفض ان يذهب الجنوب نحو استعادة دولته السابقة".
فعدت للسؤال الأبرز.. من هم العنصريون حقاً؟، ولماذا أصبحت المناطقية سلاحا للبعض؟، هل الترويج للمناطقية هدفه دفع الناس للصمت عن الفساد المشترك بين الاطراف المختلفة؟، أم عرقلة لجهود الاستقلال.

في منزل (استأجره)، في احد احياء العاصمة، فتحت جهاز الكمبيوتر، وبدأت ابحث في أرشيفي عن صورة للرئيس هادي مع اللواء عيدروس الزبيدي واللواء شلال علي شائع والعميد الحدي والمستشار صالح عبيد، في ميناء عدن، كانت صورة جميلة ومعبرة.. حين حصلت على الصورة.. تذكرت فرحتي وهادي يتوسط شلال والزبيدي.. كان مشهدا مفرحا للكثيرين.

ثم ذهبت في تفكير طويل جداً، من هي الاطراف المستفيدة من الصراع المناطقي في الجنوب.. عندما أختلف الجنوبيون فيما بينهم ذهبوا إلى صنعاء؟، فربما هناك قوى تقف وراء تغذية هذا الصراع، من أجل عودة الجنوب إلى صنعاء مرة أخرى.. تذكرت ان ما يجمع هذه الاطراف الفاسدة هو المصلحة لا المناطقية.
لكن لماذا يتحالف البعض مع حزب الإصلاح اليمني وهو الحزب الذي أخرج الجنوبيين من الاسلام.. هل تتذكر فتوى الديلمي.

ثم تذكرت المنازل التي شيدت في جبل شمسان فوق مقر السلطة المحلية للعاصمة عدن الواقعة في حي المعلا.. تذكرت صديقي الذي كان لا يجيب على مكالماتي عندما كان عيدروس محافظا لعدن..
قالت لي زميلتي نور سريب التي كانت تقود سيارتها في الطريق إلى حي القلوعة "هذه المنازل التي على يسارك بنيت بشكل عشوائي، بعد الحرب، كان ممنوعا ان تبنى هنا منازل فوق مبنى السلطة المحلية.

تذكرت اشياء كثيرة.. واتضح لي في الأخير ان كل تلك الاطراف لصوص وسرق وحرامية.. حين تتفق تتحدث عن التصالح والتسامح، وحين تختلف تطالبك بالتمترس مناطقياً.
في أحد ليالي رمضان.. جلست إلى جوار قيادي ومسؤول أمني مقرب من ادارة الرئيس هادي سألته "لماذا عدن لم تنهض إلى اليوم".

اجابني بعد ان وضع بضعة من اغصان القات في فمه "الآن التركيز على استعادة صنعاء، بعد ان يتم استعادة العاصمة صنعاء، سوف تبدأ مرحلة التنمية والبناء".
ساد الصمت المكان في (منزل كان يمتلكه الرئيس البيض في عدن)، ثم عاد للحديث، ربما شعر ان كلامه لم يعجبني.. "ماذا تريد ان يفعل الرئيس هادي، لقد مكن قيادات الحراك الجنوبي من ادارة عدن والجنوب ولكن تلك القيادات اثبتت فشلها".

في (حوش المنزل) يفترش العشرات من الشبان الأرض لتناول القات، والاصوات تتداخل فيما بينها، قلت في نفسي "إنهم مختلفون".. سألت صديقي (علي)، ما بكم وهذا الصياح.
وعدني بالشرح في الطريق حين يأخذني معه صوب المنزل.
صديقي قيادي في المقاومة الجنوبية وناشط في الحركة الوطنية الجنوبية.. حين تجاوزنا حاجز أمني شرق مطار عدن الدولي، قال "أقول لك بالمختصر المفيد عن قصة الاختلاف في الجنوب، إننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة، حين ما اعتقدنا ان الجنوب اصبح بين أيدينا اختلفنا، واليوم كل طرف يحاول الانتقام من الطرف الأخر ولو كان ذلك بالتحالف مع صنعاء".

حرف مقود السيارة صوب العريش "ما يحدث اليوم، يشبه إلى حد كبير الاختلافات التي حدثت في الجنوب عقب الاستقلال من بريطانيا، فشل القادة الجنوبيون لأنهم لم يكونوا عن مستوى المسؤولية، وتصارعوا فيما بينهم إلى أن وصلوا إلى احداث يناير 86م، وفر الفريقان صوب صنعاء، الأول في 86 وتبعه الأخر في 90م، وأتت صنعاء لتقتلهم جميعا، وتصادر عليهم الوطن الذي كان من الممكن ان يعيشوا فيه ملوكا ان هم فكروا بعقلية وطنية بعيدا عن الصراع والاختلاف.