الأربعاء - 10 مايو 2017 - الساعة 07:24 م
لا يختلف اثنان أن العرب يواجهون الآن مخططا استخباريا خارجيا يتمثل في مخطط "سايكس بيكو (2)" الذي سيمزق بلاد العرب إربا، ويقف العرب الآن بين مطرقة اليهود وسندان المجوس، وأن المشهد الكارثي الكرتوني لهذه البلاد قد أفرز ثلاث قوى جاءت بفعل فاعل خارجي: (1) الشرعية (2) علي عبدالله صالح (3) عبد الملك الحوثي، يوصف أنصار الطرفين (2) و(3) على أنهم إنقلابيون وصدرت ضدهم قرارات مجلس الأمن (2014) و(2051) و(2140) و(2201) و(2204) و(2216) و(2266) خلال الأعوام من 2011 حتى 2016م، وصدرت ثلاثة بيانات رئاسية في 2013 و2014 و 2015، وكلها لم تقدم ولم تؤخر بل أصبح الحديث الآن على المستوى الدولي عن "الأطراف اليمنية المتصارعة"، وأصبحت الشرعية والانقلابيون في حكم اللاغي..
من يطلع على الملف الكبير الذي صورت أوراقه ومحورها قضية مؤسسة الزرقاء السعودية وشركة كالفالي بتروليوم قبرص وشركة كالفالي بتروليوم إنك، وحينا مؤسسة الزرقاء ووزارة النفط والمعادن، وحينا تدخل وزارة الشؤون القانونية، وحينا تقف أمام قرار قضائي بأن فلانا لا يحمل صفة قانونية وحينا أن الأصل هي الكندية وأن القبرصية إنما هي فرع.
المجلد الضخم من صور القضية تعود إلى أكثر من عشر سنوات إلى الوراء، وجعلني ذلك أقف أمام المقولة القانونية أو القاعدة القانونية البريطانية العطرة الذكر Delayed Justice Denied Justice، أي أن "المماطلة في العدل إنما هي إنكار للعدل"، وجعلني أقف أمام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: "القضاة ثلاثة، قاض في الجنة وقاضيان في النار).
طرأ مستجد محلي مدعوم دوليا ذلك أن الحوثيين الذين أطلقت عليهم صفة (أنصار الله) اجتاحوا بحركة مسرحية أمانة العاصمة في 21سبتمبر 2015م ثم دخلت المنطقة في مستجد آخر وهو إعلان المجلس السياسي، وسمعنا عن رئيس آخر وهو محمد علي الحوثي الذي انطلق من مفرش قات في صعدة إلى كرسي الرئاسة في صنعاء وكلها مستجدات واقعة في إطار السيناريو وكل مستجد مقرون بعبارة "المخرج عايز كذا".
ما تعرف بالشرعية للرئيس هادي المعترف بها محليا ودوليا الذي أصدر قرارات رئاسية بالسلطة القضائية فالدكتور علي ناصر رئيسا لمجلس القضاء الأعلى والقاضي حمود الهتار رئيسا للمحكمة العليا، وفي نفس السياق طالبت مؤسسة الزرقاء رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والقاضي حمود الهتار بتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في الشكوى المقدمة ضد القضاة الثلاثة: البدري والنقيب وراشد، وما أقدم عليه القاضي المعزول من السلطة الشرعية عصام السماوي الذي يمارس دوره - سفاحا - رئيسا للمحكمة العليا.
مؤسسة الزرقاء السعودية بحوزتها وثائق قانونية تثبت حقها في حصتها المقدرة بـ (10%) من إنتاج النفط في بلوك (9) بشبوة.. هناك منكر وفحش وبغي يمارس جهارا نهارا ومن مظاهر ذلك ان هناك شركة كالفالي البترولية الكندية وهي الأصل، وظهرت على الخط شركة كالفالي فرع قبرص، وعلى أي أساس تتكالب في لهثها مع متنفذين عسكريين للالتفاف على حقوق مؤسسة الزرقاء السعودية..
آيات النفاق بارزة في هذه البلاد على مستوى فاحش، وتبرز تلك العلامات من خلال الحديث لأنهم إذا حدثوا كذبوا والكذاب ملعون في الإسلام، وإذا وعدوا أخلفوا وكل وعودهم تلاحقها لعنات الله لأنها تنتهي إلى الضحك على الذقون، وإذا اؤتمنوا خانوا وإذا ضاعت الأمانة فعلى الأرض السلام.
قال الحبيب المصطفى: "يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب، وأن ضياع الأمانة علامة على قيام القيامة لأن ضياعها يعني ضياع الأخلاق وضياع الدين وهذا يعني انتهاء الدنيا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة".
من واقع قراءتي للملف وإهدار الحق والتسويف في إحقاق الحق يدفعنا إلى السؤال: أين موقعك من الأعراب يا فخامة عبدربه منصور هادي؟ أنت محاسب أيضا أمام الله في ذلك اليوم.
