كتابات وآراء


الإثنين - 11 نوفمبر 2019 - الساعة 11:39 ص

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب




من يومين مضت كنت قد تحدثت في منشور سابق عن عرض الخارجية الامريكية لمكأفاة مالية 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن اثنين من كبار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب .. وتحدثت ايضا عن تزامن غريب لتصريح وزير الخارجية اليمني (بلامناسبة)يشيد فيه بالعلاقة الامريكية اليمنية وخصوصا في مكافحة الإرهاب , كنت أحاول ان أشير إلى ان الوزير اليمني يتوجس تجنب الامريكان التعامل مع الحكومة اليمنية وان الارهابيين المطلوبين متواجدان في اليمن , يمتد هذا التوجس ليكون امريكيا يعبر عن عدم ثقة بالجانب الحكومي اليمني وربما يتهمه بالتواطئ !.

في نفس اليوم التقت مديرة المخابرات الامريكية بسمو الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز .. وفي نفس اليوم رعت السعودية لقاءا ثنائيا يجمع الرئيس هادي برئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ...

كل هذه اللقاءات السياسية جاءت في يوم واحد مواكبة لتصريح وزير الخارجية اليمني ومواكبة لاعلان الخارجية الامريكية عن المكأفاة .. لتعزز الهواجس المتبادلة بين الامريكان و الحكومة الشرعية من عدم الثقة و الاتهام !.. عند هذا الحد توقف حدث يوم أمس الاول !.

لنتفاجئ يومنا هذا بمواقع حزب الاصلاح الاعلامية وهي تتناقل خبرا صحفيا لمقال من أدعت انه خبيرا امريكيا بارزا في شئون القاعدة والجماعات المسلحة .. تعرفه السيرة الذاتية بأنه كان عضوا في الفريق الأممي لدى اليمن من 2016-2018 , والباحث الغير مقيم لدى مركز صنعاء للدراسة الاستراتيجية ويدعى " د. غريغوري دي جونسن " , مما جاء في مقاله :

- قال الخبير الأمريكي البارز في الجماعات المسلحة، " د. غريغوري دي جونسن"، إن على الولايات المتحدة أن تكون حذرة للغاية في كيفية تعريفها للإرهابيين في اليمن.

وأضاف جونسن في مقال له في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن على واشنطن التأكد أنها لا تخلط بين القاعدة في جزيرة العرب والمجموعات الإسلامية الأخرى.

وتأتي أهمية ما أدلى به جونسون، كونه عضو سابق في فريق الخبراء البارزين المعني باليمن التابع للأمم المتحدة، فضلاً عن كونه أحد أبرز الخبراء الأمريكيين في الجماعات المسلحة.

وأشار إلى أن توسيع الدائرة كثيراً وتعريف القاعدة ضمن نِطاقات واسعة للغاية سيجعل الولايات المتحدة تجد نفسها في حرب لا يمكن أن تفوز بها أبدًا، وقال "القاعدة في جزيرة العرب هي منظمة إرهابية، لكن حزب الإصلاح ليس كذلك".

وكشف جونسن عن تلقي واشنطن لمعلومات مضللة حول الإرهاب في اليمن من قبل أبو ظبي. انتهى الاقتباس.

من ملاحظاتي عن سيرة الخبير الامريكي هي :

- لم تشكل المفوضية السامية للأمم المتحدة فريقا من الخبراء الامميين لليمن إلا في نهاية سبتمبر 2017م وجددت ولايته في سبتمبر 2018م لايوجد بينهم المدعو د. غوريغوري دي جونسن .. ثم بالاطلاع على مقالاته المنشورة في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية تتضح لغتها السياسية التي لاتنم عن عمله كخبير أممي بقدر عمله كصحفي .

اخيرا اعتقد ان تبني مواقع حزب الاصلاح جماعة اخوان اليمن لخبر كهذا هي محاولة استشعار من نوع ما ان الجانب الامريكي يتهم الحزب بالإرهاب , فجاءت هذه الدوشة الإعلامية على لسان خبير امريكي بارز للتضليل بدعوى ان الامريكان تعرضوا لتضليل الجانب الاماراتي .. اعتقد ان تضليل حزب الإصلاح يستهدف الشأن المحلي أكثر من ان يستهدف الشأن الخارجي بل على العكس بالنسبة للجانب الأمريكي هذا يثبت تورط حزب الإصلاح أكثر و أكثر .. يبدو ان حزب الإصلاح قد حشر في زاوية ضيقة خارجيا ولم يعد يهتم للخارج بقدر اهتمامه بالبحث عن التأييد المحلي بهكذا اخبار ومعلومات كاذبة !.
...............