كتابات وآراء


الأربعاء - 16 أكتوبر 2019 - الساعة 05:14 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب




في 27 أغسطس الماضي وجه السفير البريطاني لدى اليمن من مقر مكتبه في ابوظبي دعوة للزبيدي مساء ذلك اليوم ،،

كانت الأجواء متوترة سياسيآ وعسكريا في الداخل وخاصة في عدن ،، وكان عيدروس يبدو بكل وضوح من ملامحه انه يحمل هم كبير بحجم وطن وشعب وتضحيات... انتهى اللقاء الذي وصفه السفير بالإيجابي ،، لكن كان هناك ما يشغل عيدروس وكان ذلك واضحآ في ملامح وجهه.

فجر اليوم التالي 28 أغسطس المشؤوم يوم ان نفذت حكومة المنفى فلم سقوط عدن ،، لم يتأخر عيدروس الزبيدي دقيقة واحدة عن طلب عودته إلى عدن فورآ ،،

بل يمكنني أن افصح الان واقول انه ارسل تسجيله الصوتي عبر الواتس مطمئنا المواطنين والقيادات في الجبهات من انه معهم وفي خندقهم من داخل العاصمة عدن وحقيقة الامر انه كان يرسل ذلك التسجيل قبل قائق من إقلاع الطائرة من أبوظبي باتجاه عدن .

أراد أن يسبقه صوته ليصل للناس حتى قبل أن يصل هو إليهم ليزرع فيهم الطمأنينة ليتماسكوا ويثبتوا امام صناعة السينما التي تحدث وامام انتشار جماعات التخريب ،، وبمجرد وصول ذلك التسجيل وانتشاره بين الناس ووسط الجبهات تغيرت المعادلة بشكل كبير وامتلىء الجميع بالثقة .

وبمجرد ان حطت أقدام عيدروس في مطار عدن وهي سابقة لم يسبقه فيها أحد ،، فالأول مرة في تاريخ الصراعات السياسية التي مرت على عدن يعود إليها قائد او زعيم او رئيس وسط جحيم اشتعل فيها ووسط اصوات القذائف وازيز الرصاص .

كان عيدروس هو ذلك القائد الذي سجل له التاريخ تلك الانفرادة وتلك اللقطة التي لم تحدث وقلما أن تتكرر ،، وبمجرد وصل هذا الرجل يشهد معي كل أبناء عدن والجنوب أن المعادلة انقلبت وخلال سويعات تم إنهاء كل ذلك العبث وتلك المغامرات وتم دحر كل تلك الجماعات مابين شقرة وابين خارج العاصمة عدن.

وبالأمس الموافق 15 أكتوبر وبعد اسابيع من إطلاق الحوار والتفاوض بين طرفي حكومة المنفى والمجلس الانتقالي الجنوبي
واستخلاص مسودة والتوجه إلى الرياض ،،

من 28 أغسطس إلى 15 أكتوبر هي المدة الزمنية التي استطاع الزبيدي فيها ان يرسم تلك الابتسامة الصادقة العريضة ،، ابتسامة تخبرك بحجم ألم ووجع الطرف الآخر واخص بالذكر اخونج الشرعية ومن لف لفهم وتبع حزبهم .

هذا الرجل واااضح جدآ وهو لا يلعب ولايمزح ولايساوم في الثوابت وهو مرناً مفاوض في كل المتغيرات واثبت انه قائد محنك في الميادين والساحات ولديه مشروع واضح ومعلن وهو مشروع يمثل السواد الأعظم والأجل والأكبر من شعب الجنوب ،

الإصلاح اليوم جن جنونهم،، لأنهم يعلمون جيدا كقيادات حزبية وعسكرية ان من عاد الى عدن وهي على صفيح ساخن ولم يخذل شعبه ولم يجبن عن الدفاع عن قضيته وعن رمزية عدن كعاصمة للجنوب ،،

ولسان حالهم يقول ان رجل كهذا اقبل إلى نار عدن متهلهلآ كأنه ذاهب إلى حفل او مناسبة ،، مؤكد انه لن يسمح لنا بالعبث معه على طاولة مفاوضات مصنوعة من خشب أطرافها باردة .
فلاتسألن الفتى عن حاله
ففي وجهه شاهدآ عن الخبرُ

عبدالقادر القاضي
أبو نشوان