الأحد - 15 سبتمبر 2019 - الساعة 04:38 م
أصدق عبارة قرأتها في مقال قديم للكاتب حسن العديني , بداية تمدد الحوثيين في اليمن , لخصت مخاوف و امال الشعب في الشمال , هي :
- والحقيقة أن تلك النجاحات العسكرية المتلاحقة لم تفاجئهم فقط وإنما أزعجتهم أيضاً، ومع ذلك فقد كانوا يعربون عن تمنيات يائسة بأن تستطيع الجحافل المسلحة السيطرة على كامل اليمن . انتهى .
أريد للمقال ان يكون مقالا تعريفيا بالمزاج الشعبي السائد في اليمن بدء التمدد الحوثي , فزلت هذه العبارة في المقال لتؤكد تعبيرها الحرفي عن المزاج الشعبي شمالا فقط , في أصدق تعبير سيكولوجي تلقائي صادر عن اللاوعي كان العديني فيه المعبر نيابة عن مزاج الشارع الشمالي فقط و ليس اليمني ككل مثلما أراد تقديم نفسه في المقال , بدلالة انكسار التمدد الحوثي جنوبا فيما بعد و ما عكسه هذا الانكسار من وجود مزاج شعبي اخر مغاير في الجنوب يفضل الذود و القتال عن أرضه و عرضه إلى اخر نفس على التمنيات اليائسة بسيطرة الحوثي على كامل اليمن ( حسب تعبير العديني ) !.
لقد أعرب العديني بصفته المتحدث بالنيابة عن المزاج الشعبي شمالا , عن تمنياته اليائسة و شعبه بعدم خروج الجنوب عن السيطرة ! , و ان بدا لنا انه قال خلاف ذلك , فالعديني و هو يحاول ان يظهر المزاج الشعبي الشمالي على انه اليمني ككل , مزاج نظري مُقعد يرتجي من الحوثيين السيطرة .. , في ظل تواجد مزاج شعبي جنوبا , عملي قائم يقاوم سيطرة الحوثيين بكل صمود و بسالة.. , كأنما يتمنى هو الاخر بأن يستطيع مقاله الصحفي السيطرة على كامل الخطاب الاعلامي اليمني !.
ما يؤسف له حقا ان جماعتي الاسلام السياسي الشمالية ( الحوثية و الاخوانية ) استطاعتا بناء شعبيتهما شمالا عبر اللعب السياسي على دغدغة مزاج شعبي من هذا النوع , مازال يعرب عن تمنياته اليائسة بالسيطرة على الجنوب !..
و مش مهم نوع السيطرة (حوثية - اخوانية ) ان شاء الله تكون يهودية , المهم تكون شمالية و لهذا لا نستغرب تسيّد هذه الجماعتين العقديتين على المشهدين ( الشرعي و الانقلابي ) باتكاءهما على واحدية المزاج الشعبي شمالا ضد واحدية المزاج الشعبي جنوبا !.
هل ثمة كائن ينتمي للعصر الحديث مازال يلوك عبارة :
- ان الحرب اليمنية ليست شمالية - جنوبية ؟!
مالم يكن ينحدر انحدارا فكريا لعصر سقيفة بني ساعدة أو لعصر دولة الخلافة !.
