كتابات وآراء


الإثنين - 08 يوليه 2019 - الساعة 03:28 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب


انتشرت في السنوات الأخيرة ضاهرة تعاطي المخدرات بانواعها المختلفة، من اقراص وحقن وحشيش ودخان وغيرها،بين أوساط الشباب بصورة مخيفة،فاصبحت تباع وتشترى بكل حرية كسائر الأدوية والسجائر.

حيث يتناولها البعض للهروب من واقع الحياة المؤلم،والبعض الاخر يتناولونها لازالة حالة الخوف واضهار نوع من الشجاعة والجرأة وقلة الحيا ليتمكنوا من القيام بألاعمال الاجرامية واعمال البلطجة والهنجمة على الناس.

كلنا نلاحظ أشكال وتصرفات متعاطيها،وهم يتخاطبون مع الناس بطرق غير لائقة،ولا يقيمون وزنا لأي كان حتى اقرب المقربين لهم.

لقد تزامن انتشارها مع انتشار ضاهرة السلاح نيجة الحرب،فاصبحت لغة السلاح هي لغة متعاطي المخدرات،فتراهم يصوبون اسلحتهم نحو اخوانهم لا تفه الاسباب،ويقتلون من غير شعور، فنتج عن ذلك زيادة في منسوب الجريمة و عزوف الشباب عن التعليم والعمل واتجهوا لممارسة اعمال غير مشروعة،كالتخريب والحرابة وقطع والقتل والسرقة،و قد ينتهي الحال بالبعض الى الانتحار،فلو بحثنا عن البلاطجة والقتلة لوجدنا انهم صنيعة هذه الافة.

يقول صلى الله عليه وسلم بما معنى الحديث بأن الخمر أم الكبائر.اما المخدرات فهي أشد فتكا بمتعاطيه من الخمر،بتاكيد جميع الاطباء،فشاربي الخمر باامكانهم تناوله متى شاءوا وبمقدورهم الاقلاع عنه اذا قرروا ذلك،اما المخدرات فيصعب الإقلاع عنها ،ولن يتمكن متعاطوها من تركها إلا بعد خضوعهم للعلاج من قبل أطباء نفسانيين ولفترة طويلة‘الملفت للنظر هو غياب الدور الرسمي والشعبي في التصدي لافة المخدرات.

ان السكوت عن هذه الظاهرة وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد منها سيترتب عليه ضياع للغالبية من شباب بلادنا،وسيتحولون من طاقات للتنمية والبناء الى أدوات للهدم او يكونون عالة على المجتمع،فيضاعفون من مآسي واوجاع هذا الشعب،الذي يعاني الأمرين من الحروب وسوء الإدارة والفساد..

ان القضاء او التخفيف من افة المخدرات سيساعد الى حد كبير في القضاء على الجريمة،وسينقذ الكثير من الشباب في الوقوع في هذا المستنقع.ولن يتحقق ذلك الا بمنع دخولها البلاد،وما يتم ادخاله للضرورة‘ لا تصرف الا بوصفات طبية،ومن يخالف يحاسب وفقا للقانون،وتفعيل اجهزة الرقابة،على ان يرافق ذلك حملة توعوية بخطر المخدرات عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي،وخطب الجوامع.وفتاوي العلماء بتحريمها..