كتابات وآراء


الخميس - 06 يونيو 2019 - الساعة 07:47 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب




نشوة مابعدها نشوة..وسعادة غامرة تتملك وأنت تتخطى منعطقاتها، وإصرارنا على التقدم أكبر قدرٍ ممكن رغم الخطر المحدق،ورغم إنتشار القناصة الحوثيين على سفح السلسلة الجبلية التي يتمركزون فيها..

تسابقك روحك لتعانق اولئك الأبطال الذي يرابطون في النسق الأول والخطوط الأمامية وخط التماس مع العدو، وتسمع منهم عن تلك العزيمة التي تملء جوانحهم وتستعمر قلوبهم أجمل إستعمار..

كنا ندرك تماماً أن التقدم نحو الخطوط الأمامية للعدو يعد محاولة إنتحار،لاسيما وأن الحوثيين يتمركزون في سفوح السلسلة الجبلية بثره ويرصدون كل شاردة وواردة وكل التحركات،ولكن حينما نتذكر الأبطال والرجال المرابطين في الجبهة نتناسى أنفسنا تماماً وأكملنا زيارتنا بسيارتنا نحو المقاومين في الجبهة لنعانقهم عناقاً (أخوياً) صادقاً كأقل ما يمكن أن نقدمه لمن يرابطون ليل نهار لحمايتنا والتصدي للحوثيين بصدورهم وأرواحهم،ولنقول لهم أنتم درعنا المتين وحصننا الحصن وقلبنا النابض وعيننا (الساهرة)..

سرنا نحو الجبهة برفقة الوفد الإعلامي الذي يتقدمه مدير عام إعلام أبين الدكتور النشط المتقد حيوية ونقاء وصدق ياسر باعزب ومديرا إعلام لودر ومودية جهاد حفيظ وأنور الصوفي والكاتب المخضرم منصور العلهي والناطق الإعلامي للجبهة محمد جمال والمصور الرائع والجميل حكيم جهاد،سرنا ونحن ننظر يمنة ويسرة مستمتعين بذلك المنظر الرباني البديع لجبة ثرة وتلك الغيوم المتناثرة هنا وهناك وتحيط بالجبال وتعانقها من كل مكان..

وهناك التقينا بالقيادة التي تمثل القيادة الحقيقية المجردة تماماً من (الشطح) والغرور والبطولة الهلامية، وتقول بلسان الحال والمقال والمكان والزمان نحن هنا بأرواحنا وأجسادنا وفي المقدمة فأين أنتم،هناك كان القائد طه حسين الذي جسّد القيادة الحقيقة للجبهة بشكلها الحقيقي والذي يتوجب على الجميع الإحتذاء به من قبل كل القيادات في كل الثغور والمواقع، فلا سيارات مصفحة فارهة ولاحراسات مقنعة متعددة،و لا زهو أو خيلى في السير والحديث..

في جبهة ثره تدرك تماماً معنى البطولة الحقيقية والنضال الحقيقي لأبطال لايفصلهم عن العدو سوى بضعة أمتار ومتارس بالكاد تغطي رؤوسهم وأجسادهم، مع أنهم قد نذروا أرواحهم لله ثم لحماية الوطن..

جبهة ثرة والخمس سنوات العجاف التي عاشتها ولاتزال تعيشها والغموض الذي يكتنف ملفها من قبل القيادة السياسية العليا ومنطقتها العسكرية وتحالفها المبجل، بينما هي تنتظر الدعم والإسناد كي تحرق أقدام من وطئها من الحوثيين الغزاة ولن تبقي لهم ولن تذر..

تحية بحجم الكون الفسيح لكل أولئك الأبطال الأشاوس في جبهة ثره لصمودهم الأسطوري ونضالهم المستميت منذ سنوات..

6 يونيو 2019م