كتابات وآراء


الأربعاء - 29 مايو 2019 - الساعة 11:48 م

كُتب بواسطة : عميد ركن/ ناصر باصميع - ارشيف الكاتب




يبدو أن المثل القائل رب ضارتاً نافعه ينطبق على محافظة الضالع التي تداعت عليها مليشيات الحوثي من كل حدب وصوب بعد ان تركوا عدة جبهات في نهم وصعدة والجوف وحجة والحديدة باستثناء جبهة البيضاء التي استعرت تزامنناً مع معركة الضالع قاصدين بذلك تأمين الجبهة الشرقية لتحرك قواتهم صوب الضالع والمعركة الأهم لها فيها .

وبعيدًا عن تلميع النصوص سنورد هنا أهداف هذا الغزوا المستميت والمنتحر على أسوار الضالع وهي الأهداف التي باتت واضحة نواياها نوجزها عل النحو التالي:-

اولا:
معروف ومشهود بالدور الذي لعبه الحزب الإشتراكي اليمني في المناطق الوسطى التي تحولت إلى حد كبير لحاضنة شعبية للحزب ولعب دورها البارز في حروبه وصراعاته مع اليمين الشمالي المتطرف. وبالتالي فالمغزى الاستراتيجي للحرب هو محاولة الحوثيون وسعيهم لمعرفة موقف ابناء المناطق الوسطى تجاة الأزمة الحالية، بأعتبارهم يشكلون نسبة سكانية كبيرة ستلعب دورًا في معيار التوازنات والحلول السياسية المستقبلية.




ثانيًا-
إستنزاف القوى المؤيدة للحراك الجنوبي بجره الى مربع حرب تكون ساحته المناطق الوسطى، ومن ثم خلق هالة إعلامية تستند لمرجعية تاريخية تصور الصراع على أنه صراع بين طرفي الحزب الاشتراكي اليمني بقطبية الجنوب والوسط.

وهذا ما تحدثنا عنه سابقا و في مقالات سابقة محذرين بانه من المهم استرجاع الحزب الاشتراكي المسلوب باعتباره حزبا يمثل ابنا الجنوب وتطهيره من تلك العناصر التي تسببت في اضرام الفتن وتفجرت علئ اثرها صراعات بين ابنا الجنوب سلبت منهم كل شي .
وهنا توجبت الإشارة للمسرحية الهزلية، التي يصورها الحوثيون من خلال إفتعال خلاف بينهم وبين قيادات المناطق الوسطى التي يتزعمها سلطان البركاني وهي المسرحية التي تهدف لنزوحة صوب الجنوب بشعار المؤتمر وبأهداف خفية تعيدنا لسيناريو ٧٧م ، حين نزحت أعداد كبيره بعد إغتيال الحمدي لتضح أهدافهم صبيحة صراع ١٣ يناير ٨٦ م

ثالثًا :،
محاولة الحوثي خلق نقاط تقارب مع طرف الشرعية بقطبه الشمالي ( الاصلاحي ) تحديدًا ، محاولا بذلك تصوير المعركة أنها معركة الحفاظ عن الوحده اليمنية المعترف بها دوليًا ، ألامر ذاته الذي جعل الاصلاحيون يمتلكون جيشًا جرارًا في مأرب والجوف وصحراء حضرموت ولا يشنون حتى أدنى مناوشه عسكرية مع الحوثيين بل وصل الأمر الى إخماد الجبهات كليًا ، والموقف نفسه يؤكد مانقوله ونكرره دوما في قدرة الشمال على التفاهم وتبادل الأدوار وصنع الاتفاقات والأجندات التي تتمحور وتنتهي في إجتياح الجنوب مجددًا.




رابعًا.
إن جوهر هذا الصراع هو عودة الشرعية ، وهي الغاية التي يسعى إليها الحوثي أكثر من غيره في الوقت الحالي بتصوير نفسه الطرف الذي يصارع الانفصاليين الذين تعالوا على مشروع الوحدة اليمنية وكذا المشروع الفيدرالي الذي خرج به الحوار الوطني وبتأييد دولي ، مقدمًا بذلك الالاَف من مقاتليه لربح ورقة تفاوض مع الشرعية تعيد له تواجد سياسي سينتهي به المطاف بتحقيق مغزى ايران بالهيمنة والتمدد في أهم قطر جغرافي وممر مائي لتكتمل كماشة ايران حول المنطقة .

كتب عميد ركن ناصر علي باصميع
اركان حرب اللواء ١١٩ مشاة
قائم بأعمال قائد اللواء