كتابات وآراء


الأربعاء - 24 أبريل 2019 - الساعة 03:53 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب




١/ بعد التصريح الأخير والصّادم لوزير الدفاع اليمني - المقدشي - بأن ٧٠٪ من قوام الجيش الوطني غير موجودين في المعسكرات ! وهو تصريح قوبل بإستهجانٍ كبير في شارعنا ، بل ودعت نُخب محلية الى ضرورة محاكمة هذا الوزير على إعترافه المثير هذا ، إذ هو إعتراف صريح بالإهتراء الكامل لمؤسسته ، كما وشدّد كثيرون على ضرورة محاسبته الجادة من قبل التحالف بسؤاله : أين ذهبت كلٌ الأموال الفلكية التي أنفقها التحالف كمرتبات ومستلزمات عسكرية ومؤون و .. و .. ، ومحاسبة كلٌ من شارك في نهب هذه الأموال المنفقة ..

٢// نحنُ - الجنوبيين - نعرف جيداً حقيقة وكِنة الجيش الرسمي للشمال ، ونعرف جيداً جوهر العلاقة بين قيادات وحدات هذا الجيش وأفرادهِ ، وهي علاقة قائمة على نهب القيادات لنسبة كبيرة من مرتبات وكلٌ مؤون الأفراد وتركهم يسرحون للإتجار في البسطات وخلافه ، أو يعودون الى منازلهم ! وربما أنّ أخوتنا في السعودية والخليج يعرفون هذه الوضعية .. طبعاً هذا المسلك يتّكيئ على العقلية الرّثة لرأس السلطة والدولة ، وفي إدارة بُنى ومؤسسات دولة حقّه ، وهذا الأمر ليس في الجيش وحده بل في كل المؤسسات في كل الشمال ، بل وهذا من نقاط واسباب رفضنا المطلق كجنوبيين للبقاء في هذه الوحدة مع الشمال .

٣// حسناً .. البلاد الٱن في حالة حربٍ ظروس ، وهي حرب مصيرية بالنسبة للتحالف ولنا ، والسبب هو في الدخول الفج للكابوس الإيراني على خط هذه الحرب ، وهذا كارثيٌ ولاشك .. لكن الأكثر هولاً وكارتيةً هو في ميوعة موقف قيادة دول التحالف من كل ما يجري هنا من قبل مايسمى بالسلطة الشرعية بكل مستوياتها في هرم السلطة !! ونقولُ هذا بكل صدقٍ وصراحةٍ ، وهو واقعيٌ بالقطع ، بل هو مايخلقُ إنطباعاً راسخاً وأكيداً لدى شارعنا بأنّ عقلية السلطة في دول التحالف هي نفس عقلية سلطتنا الشرعية ، وإلا لماذا تصمتُ عليها ؟! أو أنّ وراء الأكمة ماوراءها !

٤// إذاً .. بعد التّصريح المثير والصّادم لهذا المقدشي ، وبعد أربع سنوات كاملة من الحرب ، وبالمشاهدات الحية على الأرض لمجريات وكلٌ إعتمالات هذه الحرب ، بعد كل هذا يتّضحُ للكل أنّ مايسمّى جيش الشرعية هو جيش كرتوني مظخّم وحسب ! بل هو لاشيئ أصلاً ، كما وهو لم يحقق أي تقدم يُذكر على الأرض في أي جبهة كانت ، وأنّ المقاتلين الجادين في هذه الحرب همُ المقاتلين الجنوبيين وحسب ، وهم حتى اليوم يخوضون القتال الجاد في كل الجبهات ، بل واليوم يقاتلون بإستبسالٍ في جبهة الضالع والمسيمير والصبيحة في حيفان ، وقريباً في يافع كما يُلَوّحُ ..

٥// كلٌ هذه المعطيات الواقعية تفرضُ علينا كجنوبيين أن نقرأ مايجري بصورةٍ مُغايرةٍ ، وأولها عدم القبول نهائياً بالنزوح الشمالي الى جنوبنا وتحت أي ذريعةٍ كانت ، كما ويفرض علينا أن نطرح وبقوةٍ على الطاولة كلٌ حقائق هذه الحرب على أخوتنا في التحالف ، بل ونشترط المحاسبة الجادة لكل من تلاعب وعبث ونهب الأموال طوال سنين هذه الحرب المهزلة ، لأننا كجنوبيين دفعنا كلفةٍ باهظة من أرواح شهدائنا وجرحانا ، وهذا شيئ بالغ الكلفة ، كما ودمٌ الجنوبي ليس عبثا أو رخيصاً أصلاً ..

٦// الٱن .. الحرب تدورُ في أطراف حدودنا في يافع والضالع والمسيمير والصّبيحه حصراً ، وهذا يُثيرُ تساؤلات مقلقة لنا ، وربما لإخوتنا في التحالف ، ومن المهم أن نقرأ هذا الوضع جيداً ، كما ومن المهم التعاطي معهُ بحنكةٍ وبروحٍ حريصةٍ على جنوبنا وأرواح رجالنا و .. و .. ، لأنّ هذه الحرب بمجملها مجرد مهزلةٍ عبثية رخيصةٍ ، بل هي نكتة أكثر من سمجةٍ كما يتّضحُ .. أليس كذلك ؟!