كتابات وآراء


الأربعاء - 03 أبريل 2019 - الساعة 01:52 ص

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب


يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى،ان الصراع بين الحق والباطل لايطول،مستدل ع ذلك بقول الله تعالى:ان الباطل كان زهوقا.

وكان الشيخ رحمه الله يتحدث عن الحروب المشتعلة في الاقطار العربية المسلمة،حيث يقول لو ان هذه الحروب كما يروج لها اصحابها ع حق،لكان من يقاتل على حق قد انتصر وصاحب الباطل قد هلك،لكن دليل طول أمد الحرب على ان المتصارعين ع باطل،لذا تركهم الله يتصارعون حتى يهلكوا جميعا.

لناخذ على سبيل المثال الحرب اليمنية التي دخلت عامها الخامس دون ان تحقق الاهداف المرجوة منها،المتمثلة بانها الانقلاب وعودة الشرعية الى العاصمة صنعاء.

لا غبار على الطرف الانقلابي فهو ع باطل باجماع عامة شرائح المجتمع،لكن السؤال الذي يطرح نفسه :هل الشرعية وحلفاءها يقاتلون ع حق او ع باطل؟بااعتقادنا والله اعلم أن ما يصرحون به يبد انهم على حق.

لكن المشكلة تكمن فيما يخفونه،فكل جهة تسعى لتحقيق امور تخصه بمفرده،وهنا تختلف النوايا والاهداف،اي انه الباطل بعينه،فكلنا نعلم ان الاصلاح يتغنى ليل نهار بضرورة عودة الشرعية واستعادة الدولة ودحر الانقلاب لكن نواياه عودته هو الى السلطة،والتحالف له اغراض يريد تمريرها مستغلا ضعف القيادة، ،والسلفيون اهدافهم تتجاوز حدود اليمن والمنطقة،والانتقالي يريد استعادة دولة الجنوب،وللا يتوقف الامر ع اختلاف النوايا والاهداف ولكن هناك ازمة ثقة وصراع خفي والبعض معلن بين جميع الاطراف،ويقف خلف ذلك مجتمعيين اطراف خارجية تتمثل بدول عضمى تستهدف البلاد بااكملها،فكيف نقول ان الشرعيةع حق،وكل طرف يضمر الشر لااخيه،ويريد عودة الشرعية لتحقيق اهدافه،ع حساب غيره...

وإذا افترضنا بأن الحرب حسمت فكيف سيكون حال البلاد؟اعتقد بأن البلاد ستدخل في دوامة جديدة من الصراع،بين شرعية وانقلابين وعملاء ومرتزقة وشمال وجنوب وغيرها من الصراعات ما الله بها عليم.

هذا باعتقادي سر طول أمد الحرب في بلادنا،فالاعمال بالنيات ونوايا الجميع،غير سليمة،فترك الله جميع الأطراف تتصارع لتهلك جميعا،لحتى تأتي فئة تقف تمثل الحق فتنتصر،والله اعلم...