كتابات وآراء


الجمعة - 29 مارس 2019 - الساعة 04:07 م

كُتب بواسطة : ماجد الداعري - ارشيف الكاتب




عملت في مسيرة حياتي الصحفية المتواضعة جدا، مع الكثير من المسؤولين والشخصيات الحكومية الرفيعة وغيرهم،وتعلمت وأفدت واستفدت بكل تأكيد من كل تجربة.. لكن تجربة عملي مع الصديق الحكيم الملهم والأستاذ الاستثنائي في حياتي ورجل الدولة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى الكفاءة والحنكة والقيادة والمسؤولية المهندس بدر محمد باسملة وزير النقل الأسبق، تعد تجربة استثنائية مغايرة تماما لكل من تشرفت بمعرفتهم،سواء من قبله أوبعده وذلك نظراً لحجم الفائدة المعرفية التي اكتسبتها منه كمدرسة حضرمية استثنائية والتجارب العملية التي استقيتها من تعاملي العملي معه منذ مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء مرورا بتشرفي بالعمل معه كمستشار إعلامي عند توليه حقبة وزارةُ النقل في حكومة الكفاءات الوطنية وليس انتهاء بتجارب التعاون الإعلامي معه في تغطية بعض أنشطة وورش عمل مؤسسته"جلوبال فيو" للسلام والتنمية بالمكلا.

لم تمهله عصابة تهريب النفط الرئاسية حتى ليكمل تنفيذ خطته الإنقاذية الطموحة لتطوير موانئ ومطارات وهيئات وزارة النقل بعد أن ظل 3 أشهر عاكفا عليها ليلا ونهارا في الإعداد لها والاستشارة حولها وإثرائها بآراء ومقترحات تطويرية داخلية وخارجية على أمل أن يترك بعده بصمة تاريخية في مسيرة حياته يتشرف بها هو وأولاده وكل من عمل معه ذات يوم قبل أن يأتيه أحمق قرار انتقامي في تاريخ الجمهوري اليمنية حاضرا وماضيا ومستقبلا ليحرم الوطن من عصارة جهد جبار كان يعتزم تقديمه بكل سخاء وطني.

سألته بعد إقالته..ماذا انت فاعل اليوم ابومحمد؟..وكيف ترد على من يتجرأ باتهامك بالفساد والاستحواذ على ملايين الريالات السعودية من حصص المساعدات الإغاثية كعضو بلجنة الإغاثة:

فبتسم قائلاً:اولا دول التحالف وغيرها لاتقدم أي أموال على الإطلاق للحكومة وانما مساعدات هي تتولى توزيعها والإشراف على ذلك بمساعدة الجانب الحكومي فقط وبالتالي فمن أين وكيف يمكن الاستحواذ أو التصرف بالمساعدات الإغاثية والاستحواذ على الملايين؟وثانيا نفترض صحة مايزعم بعض المتضررين منا وعملنا بإخلاص لوطننا وهنا نتحداهم وغيرهم بإثبات أي دليل يؤكد صحة اتهاماتهم الانتقامية العقيمة سواء لي أو لدولة الرئيس خالد بحاح ونحن على أتم الاستعداد للخضوع للتحقيق والمثول أمام اي محاكمة،فسمعة الإنسان رأس ماله وأمانته أساس نجاحه وتعامله.

قسوة الحضارم

يقسو بعض الحضارم كثيراً على أبومحمد اما بجهالة او بغيرة على نجاحه وقوة حضوره ونشاطه وحيويته مقارنة بهم وفارق العمر بينهم وبينه وعدم استسلامه لكل محاولات تعطيله وإخراجه عن البلاد،وخاصة بعد تقاربه سابقا مع محافظ حضرموت اللواء الركن فرج البحسني وتقديمه له مجموعة من الخطط التنموية الطموحة والمشاريع الإستراتيجية الكفيلة بنقل حضرموت نقلة نوعية إلى مصافي الدول بالمنطقة خدمة لحضرموت وأهلها ودون مطالبته نظير ذلك بأي جزاء او شكورا،ولذلك كانت نهاية ذلك التقارب بينهما،مع الأسف،بوقت قصير جدا،وبسبب وشاية رخيصة منمقة سبقتها حملة مسعورة من قبل أتفه ذياب الكتروني حضرمي لايريد الخير لنفسه ولا لأهله اذا ما أدرك أولئك المفسبكين أن أبو محمد لو كان يبحث عن خير شخصي أو مصلحة ذاتية لكان أولاده يتقلدون مناصب حكومية ودبلوملسية كغيرهم لا عاطلين دون وظائف كحال غيرهم ورغم تميزهم عن سواهم وتخرجهم من أرقى جامعات أوربية على نفقة صديقه رجل الخير والأعمال الشيخ المهندس عبدلله بقشان،وعلى رغم العلاقات الدولية والحكومية الواسعة التي يتمتع بها إلى درجة تعامله الشخصي وصداقاته القوية مع وزراء بدول كبرى وتواصله المستمر مع سفراء العديد من الدول الأوربية بمافيها الدائمة العضوية بفعل إجادته لأكثر من لغة وقوة شخصيته وجرأته في الطرح وتمكنه من تشخيص الاوضاع بمهنية وجدارة وتقييمه للأحداث باستقلالية واقعية دون ارتهان لأي جهة داخلية كانت أو خارجية.

ولذلك أجزم أن لدى الرجل من الطاقات الوطنية والعلاقات الدولية والقدرات القيادية مايؤهله بكل كفاءة وجدارة واستحقاق لإنقاذ البلد وإدارة دول لا دولة فحسب.

أوفى وأكرم من عرفت!

يؤخذ البعض على أبو محمد انه شديد ماديا مع من يعملون معه وان استراتيجيه تنطلق من قولهم ان "المال السايب يعلم السرقة "، وأنا من وح تجربتي معه وأمانة ما لمسته أشهد لله أنه من أوفي من عرفت وعند مستوى أي اتفاق معه بل وأكرم من ذلك حينما تأتي نتائج العمل لصالحه،لكنه بالفعل لايعطي إلا بالجهد المستحق ولايقبل بالإخلال بالاتفاق معه أو محاولة استغفاله أو استغبائه وهذا أجمل الصفات التي لمستها بالتعامل معه كونها تعزز الثقة وتجعلك تشعر بمتعة ما أنجزت وحلاوة ما كسبت معه.

صفات قيادية فريدة

يتميز العزيز "أبو منذر" بدر باسلمة بصفات قيادية فريدة تجعل محل احترام وتقدير كل من تشرف بالعمل معه حكوميا ولو بدون مقابل مالي كحالي،فالثقة التي يمنحك إياها دون أي تحفظ تجعلك تدرك من الوهلة الأولى أن الرجل لايخشى على أي شيء من إسرار العمل بيتك وبينه باعتبارك أهلا للثقة والمسؤولية.

وليس غرابة لديه او غباء أن يكشف لك كل مافي حفيظة عقله من مشاريع وخطط بالتفاصيل المملة حد تمكينك من سرقة الفكرة بسهولة وتعليبها في تغريدات او رقة صغيرة أو مجموعة رسالة "اس ام اس" كونه يدرك أنك أولا أهلا للثقة وثانياً أن في التنفيذ مربط الفرس وأنه قد يسعد لو رأى فكرة مشروعه قد تحولت إلى واقع ملموس.كما حصل مع بعض من عملوا معه مؤخرا في قطاع المجتمع المدني بالمكلا ضمن مؤسسته "جلوبال فيو" للسلام والتنمية.

ففي لقاء واحد مع المانحين ووزارتي النقل والتخطيط والتعاون الدولي كان كفيلا باطلاعي على أسرار وتفاصيل مايصل إلى 80%من مشاكل الوزارتين وأسبابها والحلول المثلى التي قدمها يومها لكل مشكلة من تلك المشاكل التي حرمت البلد من الاستفادة من تلك المشاريع،مثبتا لكل من حضروا النقاش انه رجل دولة حضرمي من طراز فريد لا يتكرر خسره الوطن في عز الحاجة إليه وأمثاله لإنقاذ اليمن اليوم من أتون حرب مجنونة لا أمل بقرب وضع أوزارها.

مواجهة الخصم نيابة عنك!

وبالمقابل لايقبل باسلمة بأن يضعك في مواجهة مع خصمك لوحدك حول أي خطأ أو سوء تقدير قد تقع فيه، ولا يمكنه ان يحملك المسؤولية منفردا باعتبارك المخطئ،بل يأتي ويتحمل هو المسؤولية نيابة عنك،وبكل شجاعة وتحد باعتبارك إنسان تخطئ وتصيب، بل وصل الأمر به إلى مواجهة شخصيات كبيرة في مؤتمر الحوار بكل ثقة وشجاعة -نيابة عني وزملائي في منظمة مراقبون للإعلام المستقل برئاسة الزميل عماد الديني- حول مصدر بعض معلوماتنا ووثائقنا المتعلقة بتغطيتنا لانشطة مؤتمر حوار موفمبيك وفريق القضية الجنوبية وكان من بين خصومنا يومها المرحوم عبدالكريم الإرياني ووثيقته التقسيمية السيئة التي تشرفتا بأن كنا أول من سربها كمسودة بخط يديه ومحمد علي احمد ابو سند وحسين عرب وأمين الاشتراكي اليمني السابق د.ياسين نعمان والكذاب ياسين مكاوي،ومحمد قباطي ونصر طه مصطفى وآخرين كثر لاتسعفني ذاكرتي المثقلة بحمى الضنك، على تذكرهم جميعا في هذا المقام.