الأربعاء - 27 مارس 2019 - الساعة 07:48 م
نقاش توكل وكلام المشاط يؤكدان تمسُّك التجمع اليمني للإصلاح بالسعودية وتجنُّبه المسار القطري.
ليس بسبب قطر، فهو قد ترك لها تعز، لكنَّه لن يدخل تركيا إلى مأرب سيئون.. لأن السعودية لا تمانع من المواربة مع قطر، أما مع إيران وتركيا فالسعودية ستطلع لها قرون، ويعرف الإخوان ذلك يقيناً.
غير أنَّ تعز، هي أيضاً تحدٍ عاصف.. وأول من أمس عاد عبدالحافظ الفقيه عاجلاً من مأرب إلى تعز وهو الذي كان وصلها لتوّه.
تركيا وإيران تتعاملان على أن اليمن شطران وليس بلداً واحداً، والسعودية تراقب إيران وتركيا وليس اليمن.
ووسط ذلك كُلّه فإنَّ توكل وحمود وسالم بالونات اختبار، ومؤسف أنَّ تعز هي من تدفع الثمن.
في ذكرى دخول السعودية أول حرب خارج حدودها في تاريخها كُله، يتطلب مراقبة مسارات القطارات المتقاطعة، وإلا وقع الإصلاح ضحية أول محطة.
والأطراف اليمنية كلها تتصرّف بخفة تاجر يحسب التجارة مجرد فلوس ودفتر أبو 40 صفحة.
وما عاد باقي إلا هذان الاثنان: اليدومي والآنسي، من مخزون عفاش.
لا تدخلوا الإمارات في فورما تقييمكم.
هذه الدولة تعتمد البساطة والوضوح والفاعلية، هي ترى مكامن الخطر وتذهب له مباشرة وتحقق نجاحاً كاملاً حتى الآن. وحيث تفشل تعيد التقييم والتموضع في لمح البصر.
المسألة ليست دراهم، فقطر تغرف بالكريك، والسعودية لا تعرف الأرقام الفردية.
تذهب الإمارات إلى عمق المشكلة ولا تجرِّب المُجرَّب إلاّ في حدود الضرورة القصوى وضمن شروط وبمدّة زمنية.
تحمَّستْ للجيش الوطني، وحين أدركتْ أنه نسخة مطوَّرة من الفرقة غيرَّت المسار بكله.
تدعم الإمارات الوحدة بتطرُّف، ولكنَّ الوحدة عندها إذا لن تكون اتفاقاً بين فاعلين فهي مجرد شعارات لتزيين جدران متهاوية.
المشكلة أنَّ نخبة الثورة كلَّها هاجرت.. غير قادرة تعيش ظروف الناس في الداخل.
لا أتحدث عن الغنى والفقر الفردي، بل فوارق الرفاهية العامة.