كتابات وآراء


الإثنين - 25 فبراير 2019 - الساعة 04:48 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


من مشكلات الفكر الديني المعاصر اليوم ادعاء بعض الناس من خطباء مراهقين وحدهم دون غيرهم لهم حق الكلمة في تفسير القضايا الدينية بمزاجيه وعناد اساسه عدم المعرفة الكافية لديهم وبتسلط غير قابل للقياس !

فإلى أي مدى يكون الاختلاف ؟ وما حدود هذا التنوع ؟ ! هذان السؤلان من الاسئلة التي شغلت عقول المسلمين قديما ومازالت في حاجة للاجتهاد حديثا ، أتت رسالة الإسلام في وقت قد هيئت فيه البشرية للإدراك العقلي المجرد لتقبل الرسالة المحمدية ، وذلك تتويجا لكل الصراعات الماضية التي مرت على البشرية عبر تاريخها الديني الطويل ، أتت رسالة الإسلام في الضوء الساطع للتاريخ فلم تلتبس ولم ينحني رأسها لأي اسطورة من الأساطير ، إذ هي الرسالة الوحيدة التي سجل تاريخها وسجلت وقائعها بأدق التفاصيل الممكنة !

وكان هدفها شريف وليس كما هو حاصل اليوم في بعض مساجد لودر من بعض خطباء افسدوا على الناس معايشهم من دون دليل ولا برهان في خطاباتهم التي هي ما زادت الطين الأبله ٠٠ فليتقوا الله في المنابر الذين هم محاسبون عليها بكل لفظ وقول ، فكل هذا المجد والعظمة وصنيع ما يعمله البعض من خطباء مراهقون الذين هم اساسا فاشلون في حياتهم الدينية والعملية ووجدوا الرسالة المسجدية مرتع خصب و مأوى لهم وسلم لنزوات حقيرة وجبانة هم بعيدون كل البعد عن الإسلام ولم تعد حياتهم إلا مجرد ذكريات غابرة تحكي عن اوضاع العجز التي عانوها في ماضيهم واستبدلوها بخدع وزيف وغش٠ فالإسلام بريئا منهم كبراءة الذئب من دم يوسف !

والمعيب واللافت للنظر وللناظر معا ، من هؤلاء الذين نصبوا انفسهم مشايخ وخطباء ووعاظ وبأ ايديهم تصنيف البشر وفقا ولا اهوائهم ونظراتهم القاصرة هم اساسا من اذكى نار الفتة وهم من اشعل فتيل الحرب بين المرء وزوجه ، وتشتد مرارة هذا الشعور عند مقارنة ذكريات ماضيهم المزرى والمعيب مع حاضرهم الذي يخفي الويل والثبور للإسلام وهم لا يشعرون !!

علينا أن نعرف جميعا أن الإسلام جامع كبير لكل البشر ، وهو جامع ليسع الخلق أجمعين ، على الرغم من كل ما يفرق هؤلاء الخلق من صفات فردية وجمعية ، ومما يندرجون فيه من تصنيفات وفئات وشعوب وطبقات وألوان وألسن ولهجات وأزمان وأصقاع ، فهو يسع العربي والفارسي والهندي والزنجي وهو يسع العامل وصاحب العمل والأمام والمأموم فلا تغرك اخي العمامة والسواك والقميص الذي هي اساسا وبال عليك أن كنت من هذا الفصيل ٠٠ فحرص أخي الخطيب (المراهق) وفقك الله إلى كل خير وسداد بأن لا تقذف الناس حتى تتبين الحجج والبراهين ، والله سبحانه وتعالى يقول : (يأيها الذين ءامنوا إن جاء كم فاسق بنبآء فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سورة الحجرات الآية (6) ٠٠٠

فعند إدراككم كخطباء ووعاظ لرسالتكم (الشريفة) كما يجب وينبغي نقلها وفقا ولنصوص وشريعة سمحة كتاب وسنة بهذه النظرة وبهذا الفهم يمكن أن ندرك أن الناس تقترب من الدين الواحد اقترابا تتنوع تصوراته تنوعا نسبيا ، وتتفاوت مثيراته وتوجهاته ، وتتباين دوافعه وأحواله ، وكل ذلك في نطاق الضوابط الدينية الواحدة ، وفي حدود ما تسمح به اسس الدين وأصوله ، وفي هذا النطاق تتنوع مواقف الناس وأحوالهم واستجاباتهم ،وتختلف وجهات انجذاب كل منهم لأي عنصر من عناصر الدين وخصائصه وتتعدد فيهم جوانب الاهتمام به !

فلا نطلق صفة العموم فهناك خطباء مميزون شرفاء في مساجدنا بلودر صادقون في القول عباد زهاد ، يبتغون الاجر من الله ٠٠ ليس كحال اولئك الذين يهرفون بما لا يعرفون ٠٠٠ هم
يبالغون أن الصواب المطلق في حديثهم وهذا هو وجه القصور العلمي في شرائعهم و عدم إدراكهم لحقيقة غيبية يعلمها ( الله) وحده ٠٠ فلابد من تحري الصدق في الحديث فالخلافات كثيرة لابأس في ذلك ،ولكن لابد أن يعي الخطيب الفاهم الزاهد الورع ما يقول