كتابات وآراء


الخميس - 14 فبراير 2019 - الساعة 09:08 م

كُتب بواسطة : نجيب يابلي - ارشيف الكاتب



أقول لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي: أحسنتِ صُنعًا عندما قررتِ انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في حضرموت وحاضرتها المكلا، حيث عقدت الدورة الأولى في عدن، وهنا تتضح الرسالة التي رفعها المجلس إلى العالم أجمع عامة ومحيطنا العربي خاصة أن إرادة الجنوب قد تحددت جغرافيا بهذا التنويع النوعي، فحضرموت ليست هينة على أحد، كائنا من كان؛ لأنها الجغرافيا تمثل مساحتها بالمقارنة مع مساحة الجمهورية العربية اليمنية ثلاثة أرباع المساحة، حيث تبلغ مساحتها 222.000 كم2 أي أن مساحة حضرموت تبلغ 70% من مساحة الشمال.

العالم كله سيقف أمام جغرافية حضرموت لصالح الجنوب الذي سيعزز قرار الجنوب بحقه في استعادة كيانه السابق على 22 مايو 1990م، وستقف حضرموت بتاريخها القديم والوسيط والحديث وهو تاريخ له وزنه بالمقارنة مع دول المنطقة.

سيقف العالم أيضا أمام الوزن النوعي للرسالة التي حملتها حضرموت في تجربتها المتميزة في نظام الحكم ونظام التعليم فيها والمراكز الدينية التي كانت ولا تزال حاملة رسالتها تجاه مجتمعها الإسلامي داخل حضرموت أو خارجه وستعزز حضرموت موقف الجنوب وإرادته في قيام تكامل اقتصادي مع دول المنطقة ولا مانع من فتح الباب أمام إخواننا في الشمال من الاستفادة من ذلك التكامل، وعند العربي الحصيف أن هذا التكامل سيشمل بدايةً لتكامل اقتصادي عربي، بل وتكامل اقتصادي إسلامي، وسيلعب الإخوة الحضارم دورًا متميزًا في نشر الفكرة من خلال انتشارهم الكمي والنوعي في قارتي آسيا وأفريقيا من ضمن الدورات التي سيحملها انعقاد الدورة الثانية للجمعية الوطنية في المكلا أنه سيحمل رسالة واضحة للجنوبيين تجاه بعضهم بأن الفيدرالية هي النظام الذي سيضمن بقاء دولة الجنوب بمساحة عدن 6980كم2 ومساحة لحج 12766 كم2 ومساحة أبين 21489كم2 ومساحة شبوة 73908كم2 ومساحة حضرموت 155376كم2 ومساحة المهرة 66350كم2 ويتضح من هذه البيانات أن الفيدرالية ستعترف بحقوق السكان في أرضهم؛ لأن تجربة الاندماجية التي عملنا بها بعد 30 نوفمبر 1967م، أثبتت عقمها وفشلها، والمطلوب من الجنوبيين الاحتكام للعقلانية في تغليب حقوق السكان في أرضهم وحقوق المركز في فرض الضرائب على الأنظمة الفيدرالية والعالم كله إن لم يكن معظمه فيدرالي.

على الجنوبيين إعادة تقييم المراحل السابقة سواء قبل الوحد أو بعد الوحدة التي اعتبرت لاغية وباطلة بعد حرب صيف 1994م الظالمة التي استهدفت الجنوب أرضا وإنسانا .. تجربة نظام الحكم المنشود صعوبته في بدايته؛ لأن المطلوب من أن تضع نظام الحكم على الأرض وتبدأ، وستسير الأمور وفق ما هو مرسوم لها إذا صدقت النوايا ووضحت الأمور.

بالفيدرالية سنفهم بعضنا وسنحترم بعضنا وسندعم بعضنا وهذا نظام معمول به في كل أنحاء العالم، هناك ولايات أمريكية تدعم ولايات أمريكية أخرى من خلال الضرائب التي تدفعها للمركز وتشكل موارد لتمويل مشاريع التنمية في الولايات الفقيرة في ظل نظام تسوده شفافية ويحكمه النظام والقانون ؛ لأن القانون عند الغير هو فوق الجميع؛ ولأننا نحن في الواقع العربي فوق القانون سرنا في فريق يؤدي إلى الهاوية.

مرحبًا حضرموت.. مرحبًا الدورة الثانية للجمعية الوطنية.. مرحبًا مخرجات الدورة الثانية..