كتابات وآراء


الخميس - 31 يناير 2019 - الساعة 07:47 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب


تشهد العاصمة عدن نهضمة عمرانية غير مسبوقة،تكاد ذلك ان تكن الشيء الوحيد الباعث على الارتياح في مدينة تعد من اجمل مدن العالم من حيث موقعها وجمال شواطئها.
نهضة متسارعة يحققها القطاع الخاص ومن دون منافس،بواسطة مستثمرين وتجار محليين،في وقت مازالت الحياة في عدن غير طبيعية،فالامن لازال غير مستتب،والمدينة لم تعد ملائمة وجاهزة للاستثمار.

لكن ما ينقص تلك النهضة التخطيط السليم حيث تسودها العشوائية في العمل،نتيجة غياب اي دور للحكومة وان وجد فغرضه الاعاقة والابتزاز لا المساعدة والاشراف،.

لقد كان للحكومة ممثلة بالجهات المعنية في الماضي وبالذات بعد تحقيق الوحدة دورا سلبيا،فعلى الرغم من بداية انفتاح البلاد اقتصاديا،الا ان الفساد المالي والاداري الذي واكب تلك المرحلة وحتى اليوم كان له الاثر البالغ في ضعف النمو العمراني لعدن.

من ما دفع بالتجار لاستثمار اموالهم خارج في الخارج،فقد كانت اجراءات تراخيص البناء وتوصيل الخدمات من كهرباء وماء وصرف صحي وهاتف الخ،معقدة للغاية.

الامر الذي تسبب بلجوء الناس الى طرق غير قانونية وعشوائية في البناء وتوصيل الخدمات،فكان لذلك اثارا سلبية نجني ثمارها اليوم وسنعاني منها مستقبلا،كلف وسيكلف الدولة اموالا طائلة لا اصلاح ما بني بدون تخطيط والذي لم يراعي ابسط مقومات ومتطلبات الحياة،في المدن ،من شوارع وطرقات،وخدمات ، واماكن لبناء المدارس والمستشفيات والخدائق والملاعب الخ،.

فظلا عن التشويه بعدن ومواقعها السياحية وشوارعها الرئيسية _وشواطئها الخلابة،لقد كان للفساد المالي والاداري والروتين الممل الدور الابرز بضعف هيبة الدولة ولجوء الناس الى الاعمال الغير قانونية،وما زلنا نعاني من ذلكم الموروث القبيح،ولن تستطيع الدولةاستعادة هيبتها و الاظطلاع بواجبها الا بوجود قيادة(حكومة) قوية ونزيهة تخطط وتشرف وتحاسب وتساعد،كل رجال المال والاعمال بعيدة عن المحسوبية والروتين المعقد .

من يمر بعدن وشوارعها يرى بنيان شاهقة على اجناب الشوارع،ولكن يرى الشوارع مكسرة ومليئة بالقمامات ومخلفات البناء والمجاري،ما يؤكد غياب الجانب الحكومي،في وقت بالامكان إلزام اصحاب الاعمال من دفع رسوم تساعد في النظافة ورفع مخلفات البناء وإصلاح الشوارع .

ما قلناه كلام يفهمه الجميع تقريبا،وهذا حاصل في كل مدن العالم،لكن في بلادنا فساد الحكومة وجشع التجار وغياب الوعي،زاد الطين بلة.

لن تكتمل عملية البناء وتصبح عدن كسائر المدن المتحضرة،الا بوجود دولة قوية توفر البيئة الصالحة للاستثمار،من خلال تشجيع رؤوس الاموال في الاستثمار في عدن.

اما ان تتحول الدولة وجماعات اخرى خارجة عن القانون الى قطاع طرق ومعرقلون لرجال المال والاعمال،فهذا ما سيجعلنا مستقبلا نعض اصابع الندم ،كما نتندم اليوم على ما فات.املنا بالله وبالرجال المخلصين بان_ القادم _اجمل_

صالح الداعري27/1/2019`