كتابات وآراء


السبت - 04 أغسطس 2018 - الساعة 04:32 م

كُتب بواسطة : الخضر الميسري - ارشيف الكاتب



جميعنا تقريبا يعلم بأن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول السلمية و المسالمة جدآ بشهادة التأريخ , يعيش فيها بسلام ووئام و إحترام أكثر من 50جنسية مختلفة الأعراق و الأجناس و الثقافات و الأديان , دولة يحكمها النظام و القانون , الناس كلهم سواسية أمام القانون مواطنيين ووافدين , دولة مؤسسات وليست دولة زعامات . طبيعة الشخصية الإماراتية الجنوح للسلم والإهتمام بالجانب الوطني كتربية و نهج و سلوك , دولة تهتم كثيرا بالإعمار و مواكبة التطور في شتى المجالات , طيب الله ثراه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمة الله عليه وعلى موتى المسلمين جميعآ كان مؤسس دولة الإمارات و باني نهضتها , كان حكيما كريما شجاع .

 

السؤال الذي سيطرئ في ذهن كل عربي و غربي هو لماذا غيرت الإمارات من سياستها و إستراتيجيتها من السلم و الإستقرار و البناء إلى حالة الحرب , الجواب يجب أن يكون منطقي وواقعي وبعيدا عن أي حسابات أو حزبيات أو مصالح , بعد الإنقلاب الذي حدث بقطر عام 95م من قبل الإبن الشيخ حمد بن خليفة على والدة الشيخ خليفة آل ثاني ومعرفة السعودية و الإمارات بأن ما يحمله الشيخ حمد وإبن عمه الشيخ حمد بن جاسم من فكر إخواني تآمري خطير على دول الجوار , وبسبب تبنيهم لسياسة ضرورة قلب أنظمة الحكم و خصوصا بالمملكة العربية السعودية و دولة الإمارات لما تشكلانه من ثقل ديني و مالي كبيرين سيساعدان بتمويل كثير من الحركات و الأحزاب ضد حكامها و أنظمتها في العالم العربي أولا .

 

بعد ذلك التأريخ تحديدا أدرك الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله أن على دولة الإمارات أن تبني جيشا وطنيا قادر على حمايتها في يوم ما , وفعلا و بسرية تامة بنا الإماراتيون جيشهم متجاوزين النقص العددي بالكيف النوعي و التقني وبالتدريب العالي على المستوى المهاري للفرد و التكتيك العسكري الحديث للجيش , كثيرين وخصوصا في الدول العربية وإلى عهد قريب كانوا يصنفون الجيش الإماراتي بالجيش المتواضع أو الرمزي , السرية وعدم الاستعراض للقوات الإماراتية في المناسبات و مشاركتها السرية في التدريبات و المناورات مع كثير من جيوش العالم هي من فاجأت العالم بذلك العملاق الإماراتي وبمستوى أبهر العالم و المنطقة و أحرج جيوش خليجية وعربية كنا نظنها قوية , شجاعة و مهارة الجندي الإماراتي على الارض و إستخدامه لمعداته الحديثة المتطورة كان من مفاجآت العصر الحديث .

وصول الإخوان المسلمين للسلطة في مصر التي تعتبر منبع حركة الإخوان في العالم و مرشدها الذي يعتبر مرشد عام الاخوان بالعالم , أرادو تطبيق نفس طريقة مرشد إيران بتصدير الثورات أكانت مظاهرات وعصيان مدني أم مسلحة لقلب أنظمة الحكم في تلك الدول للسيطرة عليها و ضمها , مستغلين حالة الغليان بالشارع العربي إدبان نكبات الخريف العربي , وقع الإختيار على الإمارات العربية المتحدة المسالمة الغنية وضنوا بأنها أسهل من السعودية وغيرها , بدأو بالتواصل مع خلايا الإخوان من الإماراتيين وغيرهم من العرب الوافدين المقيمين لتشكيل خلايا للتدريب على السلاح وغيرها من خلال التمويه بالرحلات الترفيهية للمزارع و صحاري الإمارات ولم يكونوا يعلموا بأن أجهزة الأمن الاماراتية تقوم بعملية الرصد و المتابعة و التنصت عليهم وعلى أجهزتهم الهاتفية .

وصلت القيادة الإماراتية لقناعة تامة وبحسب الادلة بأن قيادات إخوان مصر هم من حرض و خطط والقطريين هم من سهل و مول تلك الخلايا لقلب نظام الحكم بدولة الإمارات العربية المتحدة , لهذا سنلاحظ بأن الإماراتيين يعتبرون كل إخواني بأي دولة بالعالم هو مشارك إن لم يكن بالفعل فهو مشارك بالتحريض ضد دولتهم , تضرر الكثير من المغتربين اليمنيين و المصريين و السوريين وغيرهم في الإمارات بسبب أن بعض من تلك الخلايا كانت تظم مواطنيين من تلك الجنسيات ولهذا ألغت الإمارات كثير من التصاريح الامنية و خصوصا بالمنشآت النفطية وغيرها من مواقع العمل الإستراتيجية و الحساسة مخافة من أي أعمال تخريبية متعمدة , لم تطرد الإمارات أحد إلا بعد ثبوت تورطه أو إنتمائه للإخوان المسلمين أو لحزب الله اللبناني , بعد التأكد من سجلات و تحريات عمن سحبت تصاريحهم الأمنية وثبوت برأتهم أعيدت التصاريح لأصحابها مرة أخرى و أعيدوا للعمل , أثناء إلغاء التصاريح ومكوثهم بمنازلهم كانوا يتحصلون على رواتبهم شهريا بكل يسر و سهولة .

التآمر على الإمارات لم يكن من قبل الإخوان المسلمين فقط , فقد كان لإيران دور كبير من خلال تشكيل خلايا لزعزعة أمن و إستقرار الإمارات ولهذا لاحظنا التركيز الإماراتي على ترحيل اللبنانيين المقيمين و المنتمين لحزب الله اللبناني من أراضيها , ليس من السهل على أي فرد أو جماعة أو دولة التحول من حالة الإستقرار إلى حالة الحرب , ولكنها الضرورة القصوى و الشعور بالتهديد الوجودي من أجبر الإمارات على سلوك هذا الطريق .

في مقال سابق ذكرت بأننا في اليمن التي تعتبر أخطر رقعة جغرافية بالعالم بحسب التقارير الاستخباراتية العالمية ومنها CIA وغيرها , تخوفت الولايات المتحدة الأمريكية كثيرآ بإرسال جنودها لليمن و مكثت عقود من الزمن تضرب من الجو و بطائرات من دون طيار مخافة أن يسقط أحد طياريها فيؤسر , مشاركة القوات البرية الإماراتية في تحرير عدن و المخا و حضرموت و أبين والآن بشبوة كان صفعة قوية بوجه كثير من الجيوش الأكثر عددا و عدة و الأقل شجاعة .