كتابات وآراء


الإثنين - 22 يناير 2018 - الساعة 04:40 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


اذا علمت ان هناك معسكرين يحمل كل منهما مشرعا يمس بقضيتك وشعبك ويمس بك فبالضرورة عليك ان تختار ويا اسود يا ابيض ليس هناك لون رمادي ولا حياد سلبي في الامر.

حاليا هناك مشروعين مطروحين على الطاولة وبينهما صراع:
1) مشروع كسر هيمنة قوى "الاسلام السياسي" السني (الاخوان ) والشيعي (الحوثيين) ويدور هذا المحور ضمن تحالف قطر ايران تركيا وفي اليمن يحمل المشروع دولة مركبة من ستة اقاليم تقسم الجنوب الى اقليم وتفرض سيطرة عليه من قبل قوى اليمن العتيقة لقرن قادم من الزمان واو لنهاية التاريخ وخطوة هذا المشروع ان حاملين يتقسمون على "الشرعية بوجود الاخوان" وعلى الانقلابيين بوجود الحوثيين" وهو يعادي حتى التحالف العربي.
2) مشروع وفي صلبة الجنوب كمقدرات وقوة ومناطق تحررت ومعه قوى في الشمال تناصب الحوثيين والاخوان العداء وهي على استعداد بعد ان فقدت قوتها على تبني ما يريده الجنوبيين وهو مشروع دولة من "اقليمين" يكون فيها الجنوب اقليم بالنص مع حفظ حقوق الجنوب في تحقيق مصيره وهذا المشروع يدور في فلك التحالف العربي السعودية محمد بن سلمان والامارات العربية المتحدة وهما دولتين تأتيان على راس القوى التي تحارب الاسلام السياسي في المنطقة الى جانب مصر وهو حلف عربي في صراع مع "تحالف قطر ايران تركيا".
هكذا هي التحالفات بنظرة استراتيجية وهناك اجراءات تكتيكية ضمنها ستثير العديد من التساؤلات ابرازها:
اذا كانت السعودية والامارات مع حق الجنوب فكيف تصرحان وتشددان انهما مع وحدة اليمن واستقراره؟
الاجابة سياسيا لا يمكن للدولتين الا التصريح بذلك فالإخوان والحوثيين ومن ورائهم حلف قطر تركيا ايران ينتظر غلطة من قبيل التصريح بتقسيم اليمن ناهيك عن ان النظام الفيدرالي من اقليمين يبقي اليمن موحدا مع تلبية مطالب الجنوب وهو نظام مقترح حتى في مؤتمر الحوار.
طيب اذا كانت السعودية تحارب الاخوان فلماذا هي محتضنة لهم وتوليهم مقاليد الشرعية؟
الاجابة ان الدول لا تخوض حروبها الكبرى بدون اوراق مؤقتة ولا بديل حاليا للاخوان للقتال في الشمال لكن المملكة تعي ان الاخوان لن يخضون حربا حقيقية بل حرب تباب واستنزاف لهذا هي بحاجة الى قوة بديلة وفي صلبها الجنوب.
طيب قوى الشمال الاخرى المؤيدة للمشروع العربي والجنوبي لماذا اصبحت مؤيدة له وهي التي كانت متصلبة ومع الوحدة او الموت وهي كذلك رمزها الى الان يصيحون بالروح والدم نفديك يا يمن؟
الاجابة ان تلك القوى وحتى اثناء بقائها مع الحوثيين كانت تصريحاتها مع الوحدة فقط للحفاظ على الشعبية وعدم اعطاء الحوثيين فرصة لتخوينها ولكن بعد مقتل صالح اصبحت اكثر ضعفا وقبولا بشروط الجنوب والتحالف للمستقبل اما صيحات بالروح والدم نفيديك يا يمن ومطالب ايقاف الحرب فهي فقط دعاية اعلامية لإقناع الشعب في الشمال وللحفاظ على ارث صالح والا اذا كانت ضد التحالف وتريد ايقاف الحرب لماذا هي مدعومة حاليا من التحالف؟


لهذا كله وبعد معرفة هذا عليك ان تختار معسكرك وان تحارب ضمن منظومة المقاومة الجنوبية السياسية والامنية والعسكرية والإعلامية لاسيما والشرعية تعلن مشروعها الستة اقاليم والجنوب يعلن مشروعه بحفظ حقوق الشعب ولا شيء مخفي فكل معسكر يعلن مشروعه.