كتابات وآراء


الأربعاء - 17 يناير 2018 - الساعة 01:24 ص

كُتب بواسطة : أحمد الربيزي - ارشيف الكاتب


في وقت متأخر لليلة عاصفة من ليالي منتصف تسعينات القرن الماضي قام معاوني الرئيس الامريكي بل كلينتون بإيقاظه لينبهوه ان وزير الخزانة المكسيكية اعلن ان الخزينة المكسيكية ستعلن عجزها التأم بسبب انخفاض كبير في مخزونها من احتياطات العملات الاجنبية والذي بدوره سبنتج انهيار العملة المكسيكية وانهيار اقتصادي شامل في اوج الازمة التي تعانيها المكسيك حينها ..
هذا الانهيار الذي سوف يشكل عبء كبير على الولايات المتحدة الامريكية التي لها حدودا واسعة مع المكسيك فما كان من الرئيس الامريكي (بل كلينتون) الا ان يقوم بأجراءات عاجلة لحماية أمن واقتصاد امريكا وذلك بحماية اقتصاد الدولة الجارة (المكسيك) التي تتحمل منها الولايات المتحدة الكثير من الاشكالات الاقتصادية والاجتماعية، ليس حبا في المكسيك ولا عطفا على شعبها وحكومتها مطلقا، ولكنه حماية للحدود الجنوبية للولايات المتحدة الامريكية.
فأول ما استيقظ الرئيس الامريكي قام باستدعاء رئيس البنك الدولي (لويس تي بريستون) وطلب منه صخ مئات الملايين الى الخزانة المكسيكية لسداد عجزها بأسرع ما يمكن .
وبالرغم انه لا يسمح قانون البنك بالموافقة على قروض وهبات كبيرة كهذه الا بموافقة كافة الاعضاء السبع للدول الرئيسية التي انشاءت البنك الدولي في 1944م الا ان الظرف كان هام والأمر جلل بالنسبة لأمن الولايات المتحدة الامريكية فتكفل الرئيس كلينتون ان يقنع بقية الاعضاء لاحقا .
فلن تشرق صبيحة اليوم التالي الا والخزانة المكسيكية تعج بمئات الملايين من الدولارات على شكل هبات ومساعدات وقروض ميسرة وهكذا تم انقاذ الاقتصاد والعمل المكسيكية .. كما قلنا ليس حبا في عيون المكسيكيين ولكنه حماية لأمن واستقرار الدولة الجارة (الكبرى) الولايات المتحدة الامريكية . .
ولو تصورنا كم حجم ما تعانيه الى اليوم امريكا من اعباء جارتها المكسيك وهي دولة مدعومة دوما فكم ستتضاعف اعباء امريكا حال انهار الاقتصاد المكسيكي ...

#أ_ربيزي