كتابات وآراء


الأحد - 07 يناير 2018 - الساعة 02:52 م

كُتب بواسطة : مروان الجوبعي - ارشيف الكاتب


كعادته طماح حوَّل جلسة خاصة بالرياض إلى حفلة شتائم لمنطقة بعينها، واتهم ابنائها أنهم السبب بخزق الأوزون، وتسببوا بالجفاف الذي ضرب أفريقيا، وضالعين بالكساد الذي أصاب الاقتصاد العالمي، وهم من دفع امريكا لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ولهم دور كبير بالمؤامرة على كوكب الأرض، وربما لو لم يتحرك سيادة الرئيس هادي لأنقاذ هذا الكوكب لأختنقت البشرية بسبب الغازات السامة التي يفرزها هؤلاء الدخلاء على كوكب الأرض. بالإضافة إلى ذلك تقيأ بكمية قذارة ضد رفاق دربه وضد المجلس الانتقالي.
سيبك من موضوع طماح لأنه رجل بلا أخلاق وتصرفاته تدل عليه، موضوعنا الأهم هنا والذي سنتناوله بالتحديد ما قاله منظر الثورة الكبير الغريب، والذي قال كلمة تاريخية تستحق أن نقف عندها ونتأمل عظمة هذا المفكر الذي وهبه الله لثورة الجنوب، وأيضاً لنتأمل عظمة الثورة التي يقودها عباقرة الجزيرة العربية !
بعد قيء طماح التاريخي انتقل الحديث للغريب والذي بدوره وضع الحروف فوق النقاط، وشقلب الدنيا تحت فوق، إذ أن الفلاسفة عادة ما يعملوا شقلبه لأي شيء وليس بفيلسوف من لم يشقلب الأشياء..

وأنت تسمع المنظر الكبير ستقول الحمد لله الثورة تسير بالطريق الصحيح، وقيادة الثورة تقوم بالواجب التوعوي على أكمل وجه. إذ أن الغريب الذي كان ابرز الحضور بالجلسة أُعجب أيهما إعجاب بالعميد طماح وقيئه التاريخي الذي صدر عنه وأزكم أنوف الحاضرين وحتى غير الحاضرين. وبدلا من أن يحذر المنظر من الخطاب المناطقي المقزز الذي يتبناه طماح ويوضح خطورة هذا الخطاب المدمر للنسيج الاجتماعي -خصوصا عندما يتبناه قيادي يقف بهرم الثورة- بدلا من ذلك طلب من الحضور الوفاء للعيسي، أو كما سماه "الرجل الذي بذل الغالي والنفيس من أجل الشعب" وقال ان الشعب مدين له وعليه أن يرد الدين للعيسي، إذ أنه يصرف على الحكومة من حر ماله .. كيف كيف؟؟ "ايوه .. ايوه من حر ماله! ..كيف لنا أن ننكر فضل ابن الجنوب البار الذي يعيش شعبنا من عرض اكتافه؟ بالله كيف لنا أن نتناسى فضل هذا الرجل يا شعب الجنوب؟ هذا الرجل الذي ضحى بكل ما يملك من أجل أن نعيش بكرامة وحرية كيف يمكن أن نتجاهل دوره التاريخي ونجحد بحقه؟" ركزوا معي يا جن هذا مش كلامي أنا بل كلام المنظر الكبير أو بالأحرى بهذا المعنى يخاطب منظر الثورة الحضور الكريم، ولم يعلق على الإساءات التي تقياها بالجهة المقابلة طماح "مش كذا وبس" المنظر الأول للثورة لم يقل جملة مفيدة يحث من خلالها الشرعية للقيام بواجبها تجاه الشعب والمناطق المحررة، بل دعا الشعب الغلبان من أجل الوفاء للرئيس القائد الذي قدم كل شيء من أجل الشعب وأيضا الوفاء لحيتان الفساد الذين يعيَّشوا الشعب من عرض اكتافهم ولولاهم لمات من الجوع!!
وانت تسمع كلامه يتبادر إلى ذهنك سؤال اهبل :"وهل هو عايش اصلا هذا الشعب الملعون عشان يموت؟"
المهم ما علينا من الأسئلة الهبلى نعود إلى موضوعنا الرئيسي عبقري الثورة والجلسة التاريخية.
المنظر الأول للثورة لم يتطرق لاستقالة المفلحي والذي حدد بها شخوص الفساد الذين يقفون بأعلى هرم السلطة، لم يتطرق لذلك لأنه في مهمة تلميع الفاسدين وترقيع ما أحدثه المفلحي من أضرار في مؤخرة الشرعية عندما ألقى قنبلة الاستقالة عليها .. مهمة المنظر هي الترقيع، ومن صلب مهامه ترقيع المؤخرة "المشعطرة" أو المتضررة، لأن المفلحي الله يهديه ما حصَّل ينفض إلاَّ مؤخرة الشرعية! بفعلته هذه ألقى على عاتق المنظر حمل ثقيل، وعليه الآن أن يرقع أضرار تلك القمبلة المدوية .. بالطبع هو أيش يسوي بالمفلحي عشان يتعب حاله للحديث عن انسان قد انتهى أمره؟ المنظر ينظر إلى قدام .. ينظر إلى العيسي "المزلط" الذي لا ينتهي وسيبقى نبراس الثورة المضيء إلى مالا نهاية..
نترك الكلام الجانبي ونعود مرة أخرى لخطبة المنظر التاريخية ..
المنظر الأول للثورة لم يتطرق لمعاناة الناس في عدن والمناطق المحررة، ولم يتحدث عن النفط الذي يتلاعب فيه العيسي وشركاته، لم يتطرق للمؤسسات الأمنية الهشة والتي تحولت بعهد هادي إلى مليشيات مناطقية وكل قبيلة تشكل معسكرها الخاص بها من الغفير إلى الجندي المستجد، لم يتطرق للجرحى الذين يموتون بالخارج والداخل وسط إهمال ولا مبالاة من قبل المسؤولين، لم يتطرق لانهيار العملة المحلية التي تضاعف معاناة الشعب لتتسع رقعة الجوع أكثر فأكثر، لم يخطر على باله كل هذا وأهم حاجة بالنسبة له الوفاء للعيسي الرجل الصنديد الذي ضحى بأمواله من أجل الشعب!!!
بهذا المعنى جاءت كلمة المنظر والغشيم الذي ما يفهم بالتنظير ودهاليزه سيفتهم له حاجة ثانية خالص !

أنا مثلكم كنت أظن من قبل أن دور المنظر توعوي، من أجل محاربة الفساد، وتصحيح وضع المجتمع والرقي به، لكني الآن والحمد لله الذي هداني إلى ذلك، تعلمت شيء جديد وهو أن المنظر يقوم بدور المرقع لفضائح اللصوص والتطبيل للفسادين والثناء عليهم وحث الشعب على السمع والطاعة لهم!
وفي ظل هذا العهر الثورجي الذي نراه أمامنا يوميا هناك سؤال يبطح نفسه:
ماذا ننتظر من ثورة انقسم قادتها ومنظريها إلى جوقة مطبلين توزعوا بين أبوظبي والرياض وبيروت والقاهرة وطهران؟
كل طبلة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب ...
وثورة ثورة يا جنوب