كتابات وآراء


الأحد - 24 ديسمبر 2017 - الساعة 11:09 ص

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب


خطوات رئاسة وهيئة المجلس الانتقالي الجنوبي في تأسيس البناء المؤسسي للمجلس سواء السياسي منها بإنشاء فروع المحافظات الجنوبية أو التشريعي بتدشين البرلمان الجنوبي (الجمعية العمومية) من 303 عضوا يمثلون كافة محافظات ومناطق الجنوب بالتزكية كخطوة أولى اقتضتها الأوضاع الراهنة وبالانتخاب من قبل الشعب مستقبلا، دون شك هي خطوات تكشف عن رؤية عميقة وصائبة في ايجاد القاعدة الصلبة التي ستبنى عليها الدولة الجنوبية القادمة.

ومهما بلغت اختلافات وجهات النظر من قبل هذا الطرف أو ذاك من المكونات الجنوبية مع توجهات وخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي إلا أنها لا تنفي حقيقة التقدم الملحوظ للمجلس في تمكين القضية الجنوبية العادلة من تربع الموقع المتقدم على طاولة أية مفاوضات سياسية مقبلة سترعاها الأطراف الدولية والاقليمية لتسوية الصراع في اليمن وبما يصب في تحقيق شعب الجنوب لمكاسب سياسية هامة تدفع صوب تلبية تطلعاتهم في السيادة على وطنهم سواء بتقرير المصير من خلال مرحلة انتقالية أو الاستقلال مباشرة.

إن أي مشروع سياسي يستحيل تحقيقه لإجماع مطلق من قبل كافة مكونات وشرائح المجتمع لما تحمله الطبيعة البشرية من تباينات، والواجب هنا مع هكذا مشروع سياسي، هو (مشروع استعادة الدولة الجنوبية وبناءها من الصفر) والذي يضطلع به المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد عيدروس الزبيدي، هو إدراك كافة المكونات الجنوبية السياسية والاجتماعية والثقافية لضرورة توظيف التباينات ايجابيا بما يبني ولا يهدم ويجمع ولا يفرق كمسؤولية وطنية ملقاة على عاتق جميع الجنوبيين في التلاحم والتآزر وتغليب المصلحة الجنوبية العليا فوق كل اعتبار آخر.

اليوم وبعد اشهار البرلمان الجنوبي (الجمعية العمومية) ولادته إلى العلن كأمر واقع على أرض الجنوب يستحيل تجاوزه أو الالتفاف عليه لما يستمده من تفويض شعبي جنوبي تجسد في تفويض الجنوبيون للمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته في تمثيل الجنوب وإدارة شؤونه في القريب العاجل، تنتصب أمامه مهمة وطنية غاية في الأهمية وتتثمل في تهيئة الساحة الجنوبية لمؤتمر جنوبي جامع يوحد جميع الجنوبيين خلف هدف بناء الدولة الجنوبية يدا بيد.

ان السياسة عمل وبناء مؤسسي وليست كما يعتقد البعض في هذا المكون أو ذاك بأنها مجرد تصريحات ومنشورات للاستفزاز والتخوين والظهور الملفت على طريقة "خالف تعرف".. والمجلس الانتقالي الجنوبي منذ البدء يعمل سياسيا وميدانيا ومؤسسيا أكثر مما يتحدث، فهل تقتدي بقية المكونات بالانتقالي وتمد يدها لمساندته أم تضل على حالها من الشتات منذ عشر سنوات؟ أم سيسبقها المجلس الانتقالي والبرلمان الجنوبي إلى احتضانها من خلال مؤتمر جنوبي جامع يطوي صفحة التفكك ويسطر صفحة جنوبية جديدة عنوانها البارز (التلاحم الجنوبي)؟ وأيا كان من الطرفين المبادر لذلك فبالتأكيد انهاء معاناة شعب الجنوب يستحق تحقيق هذه الخطوة، مثلما استحق امتلاك مجلس انتقالي وبرلمان جنوبي يمثلانه سياسيا وتشريعيا.