كتابات وآراء


الإثنين - 27 نوفمبر 2017 - الساعة 04:18 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


عن الشيخ الخضر المعلم
ترجَل عن صهوة جواد (الحياة) عنوة, ورحل إلى غير (رجعة), ورحلت معه مبادئه وقيمه وأخلاقه, توقف الزمن يحنها (برهة) ليعلن عن موت آخر (معاقل) الرجولة, ليسود الكون العظيم حالة من الحزن والوجع والذهول, ويخيم على الملامح ويرتسم الأسى والوجع, وشيئاً من عدم (التصديق) المقرون بالحقيقة المرة التي لاجدال فيها أو نزاع..

الكل واضعاً يده على (قلبه) ويمني النفس البائسة بشيئا من الأمل في أن تكون هذه الحقيقة مجرد (مزحة) ثقيلة, أو كذبة (سمجة), أو أن يكون كل ذلك مجرد (كابوساً) مزعج زارنا في لحظة (يقظة) أمتزجت فيها كل مشاعر الألم الوجع والترجي (المحال) لحقيقة لا يمكن إلا أن تكون هكذا..

فكان الخبر كالصاعقة في وقعها, زلزل الكل, أوجعهم, آلامهم, أبكاهم كأطفال فقدوا (أباهم), هنا فقط بات كل شيء حقيقة وواقعاً (ملموس),وترجل (الرجل) الهمام الفذ المِقدام معلناً عن الإنهيار الحتمي لمعالم (الشجاعة) والبسالة والإقدام في زمن (اللأرجولة) والتخاذل والخوف..

رحل الشيخ المعلم بصمتٍ قاتل لكل من عرفه أو سمع عنه, رحل وترك في دواخلنا وجعاً (يتسع) كلما توالت الأيام , وتتالت الشهور, وتعاقبت الدقائق,ويكبر مع ربيعات العمر التي (ذبلت) برحيله, وأعلنت عن دخولها في مرحلة (سبات) أبدي حزناً والماً عليه..

ولن أبالغ إن قلت أن عقارب الساعة توقفت حينها لا لشيء ولكن ليتعاظم الوجع بداخلنا, ويزداد حجم المأساة ونعلن نحن محبي وعشاق وتلامذة هذا الشيخ الجليل أننا اليوم وفي حضرة هذا (المصاب) فقدنا كل شيء, ولم يعد للوجود أي معنى أو قيمة, وانه بعد رحيله ستكثر (النطيحة) والمتردية..

برحيل الشيخ المعلم أُخرست كل الأصوات, ودثرت الألسن في أفواهها, وبات الكل (نفسي), نفسي, ولم يعد للحق ناصر, ولم يعد للقوة حاملاً, والتحف البعض (لحاف) الإنزواء والإنعزال وتواروا عن الإنظار, ربما خوفاً, وربما ذل, فأنكسر الكل بهذا المصاب العظيم, وأصيبوا (بمقتل)..

اليوم تحل ذكرى رحيلك الأولى ولم يرتحل الوجع ولن يرتحل أو يبارحنا أبد الدهر, فلم تكن أنت مجرد شيخاً تهتز تحت قدميك المنابر, أو صوت تشرئب لسماعك الآذان, أو روحاً تهفو للقائك الأرواح, بل كنت عالم يعيش الناس فيك ويستمدون القوة والشجاعة والإقدام منك, طيب الله ثراك وأسكنك جنة الخلد, وجمعنا بك فيها..